مقال

افعلوا الخير مهما دق في أعينكم

جريدة الأضواء ،

الدكروري يكتب عن افعلوا الخير مهما دق في أعينكم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد، إن الاستجابة لله حياة للمؤمن فهذه هي الإستجابة في أمر الحجاب للنساء المسلمات، فعن صفية بنت شيبة قالت ” بينما نحن عند عائشة، قالت فذكرنا نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة رضي الله عنها “إن لنساء قريش لفضلا وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لما أنزلت سورة النور ” وليضربن بخمرهن علي جيوبهن” وانقلب رجالهن عليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها.

ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل، فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات، كأن على رؤوسهن الغربان” رواه أبو داود، فهذه الآية نزلت بالليل، فلم ينتظرن حتى الصباح، بل شققن الثياب وصنعن الخمر وصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مختمرات، فرضي الله عنهن، وسبحان الله، ما أطهرها من قلوب، وما أنقاها من نفوس، وحتى في أمر الزواج الاستجابة لله ولرسوله فيها الحياة الطيبة لهذه الأسرة الجديدة إذا اختار حسبما شرع الله بالنسبة للفتاة حيث قال صلي الله عليه وسلم “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه” وليس من تميل إليه الفتاه هوى وحبا وهو لا يصلي.

ولا يتقي الله، وبالنسبة للفتى “فظفر بذات الدين تربت يداك” نعم، تنكح المرأة للجمال أو المال أو الحسب والنسب، ولكن نكاح أهل الإيمان على أساس الدين والخلق، فهل سارعنا للاستجابة لأوامر الله حتى لا تكون فتنة في الأرض وينتشر الفساد بزواج غير الأكفاء إلى بعضهم البعض، فافعلوا الخير مهما دق في أعينكم، ومهما قل أو صغر عندكم، فإنه عند الكريم سبحانه وتعالى مضاعف كبير، يجزيك ربك بأحسن منه، وإياك ثم إياك أن يُلبّس عليك الشيطان، وأن تلبس عليك نفسك الأمارة بأن هذا العمل صغير، وهذا الخير قليل لا داعي لعمله لأنه لا أجر كبيرا عليه، بل افعل الخير مهما قل، كما ينصحك بذلك نبيك صلى الله عليه وسلم، ولقد حرر النبى صلى الله عليه وسلم عقول البشر بوحي من الله من الخضوع للخرافات والدجل.

والارتهان للأصنام والمعبودات الباطلة أو التصديق بأفكار مناقضة للعقل كالقول بأن لله ابنا من البشر، وبأنه ضحّى به دون خطيئة، أو ذنب منه فداء للبشر، ولقد خيّم على العقل العربي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كثير من الاعتقادات والأساطير التي تناقض العقول السليمة التي لا تقبل ما لم يتوافق معها، ومن أهم ما اعتقده الجاهليون دون إعمال للفكر والعقل هو اعتقاد النفع والضر في حجارة وأخشاب منحوتة بالأيدي، عبدوها مع الله أو من دونه، وخافوا من انتقامها بزعمهم وخوفوا الأتباع الذين بدورهم عطلوا عقولهم عن إدراك الخطأ من الصواب في مثل تلك الاعتقادات، فأرسل الله النبي صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام الذي كرم الإنسان بالعقل وجعله مناط التكليف بواجبات الدين وأوامره ونواهيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى