مقال

معاذ في خلافة الفاروق عمر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن معاذ في خلافة الفاروق عمر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 ديسمبر

الحمدالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد، هذا هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل الذي كان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أرسل اليه واليه على الشام يقول يا أمير المؤمنين ان أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا الى من يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين، فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم، فأرسل اليه عمر بن الخطاب من يعلمهم وكان أحدهم معاذ بن جبل رضي الله عنه، فلما مات أمير الشام وهو أبو عبيدة عامر بن الجراح، فقد استخلفه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، على الشام، ولم يمضى عليه في الإمارة سوى بضعة أشهر حتى يلقى ربه منيبا.

وكان عمر بن الخطاب يقول” لو استخلفت معاذ بن جبل فسألني ربي لماذا استخلفته ؟ لقلت سمعت نبيك محمد صلى الله عليه وسلم يقول” إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان معاذ بين أيديهم” وهذا رأيه على خلافة المسلمين جميعا، وقال ابن أبي نجيح كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أهل اليمن وبعث إليهم معاذ بن جبل، فقال صلى الله عليه وسلم”إنى قد بعثت عليكم من خير أهلي والى علمهم والى دينهم، وعن معاذ بن جبل قال، لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن قال لى ” بم تقضى إن عُرض لك قضاء؟” قال، قلت أقضى بما في كتاب الله، قال صلى الله عليه وسلم “فإن لم يكن في كتاب الله؟” قلت، أقضى بما قضى به الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم” فإن لم يكن فيما قضى به الرسول؟”

قال، قلت أجتهد رأيى ولا آلو، قال فضرب صدري وقال صلى الله عليه وسلم “الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يُرضي رسول الله” وقال بشير بن يسار، لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن معلما قال، وكان رجلا أعرج فصلى بالناس في اليمن فبسط رجله فبسط القوم أرجلهم، فلما صلى قال لهم قد أحسنتم ولكن لا تعودوا فإنى إنما بسطت رجلى في الصلاة لأني اشتكيتها، ووافى السنة التى حج فيها عمر بن الخطاب، فالتقيا يوم التروية بمنى فاعتنقا، وعزى كل واحد منهما صاحبه برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أخلدا إلى الأرض يتحدثان، وقال ابن كعب بن مالك، كان معاذ شابا، جميلا، سمحا لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه.

وقال عنه الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، ولولا معاذ لهلك عمر، وقال أبو إدريس الخولانى دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا، وإذا ناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقالوا هذا معاذ بن جبل، فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير، فوجدته يصلى، قال فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قِبل وجهه، فسلمت عليه، وقلت له والله إني لأحبك لله، قال فأخذ بحُبوة ردائي فجذبني إليه وقال أبشر فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” قال الله تبارك وتعالى وجبت رحمتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتباذلين فيّ، والمتزاورين فيّ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى