مقال

سمات أهل المروءة والشرف

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن سمات أهل المروءة والشرف
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 7 ديسمبر

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمدا عليه الصلاة وأتم التسليم، أما بعد فها هو خلق من أخلاق الكرام وسمة من سمات أهل المروءة والشرف، وعنوان الفضل والعقل، من حُرمه حرم الخير كله، ومن تحلى به ظفر بالعزة والكرامة ونال الخير أجمع إنه الحياء، وقد اختلفت عبارات العلماء في تعريف الحياء وبيان معناه، فقال الزمخشري هو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم، وقال الراغب الحياء انقباض النفس من القبيح، وقيل هو خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح، والحياء خصلة من خصال الإيمان، وخلق من أخلاق الإسلام، من اتصف به حسُن إسلامه وعلت أخلاقه.

من اتصف به هجر المعصية خجلا من ربه، وأقبل على طاعته بوازع الحب والتعظيم، إنها خصلة تبعدك عن فضائح السيئات وقبيح المنكرات، إنها من شعب الإيمان، أنها تكسوك وقارا واحتراما، خصلة هي دليل على كرم السجية وطيب النفس، بل هي صفة من صفات الأنبياء والصالحين والصالحات، إنها صفة جميلة في الرجال، وفي النساء أجمل، كسبها يجعل القبيح جميلا وفقدها يجعل الجميل قبيحا، وإن الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه أحدها حياؤه من الله تعالى، والثاني هو حياؤه من الناس والثالث هو حياؤه من نفسه، فأما حياؤه من الله تعالى فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره، حيث روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” استحيوا من الله عز وجل حق الحياء فقيل يا رسول الله فكيف نستحي من الله عز وجل حق الحياء ؟

قال من حفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وترك زينة الحياة الدنيا وذكر الموت والبلى فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء ” وهذا الحديث من أبلغ الوصايا، ويقول أبو الحسن الماوردي عن نفسه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ذات ليلة فقلت يا رسول الله أوصني فقال استحي من الله عز وجل حق الحياء ثم قال تغير الناس قلت وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال كنت أنظر إلى الصبي فأرى من وجهه البشر والحياء وأنا أنظر إليه اليوم فلا أرى ذلك في وجهه، وأما حياؤه من الناس فيكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من تقوى الله اتقاء الناس ” وروى أن حذيفة بن اليمان أتى الجمعة فوجد الناس قد انصرفوا فتنكب الطريق عن الناس.

وقال لا خير فيمن لا يستحي من الناس، وأما حياؤه من نفسه فيكون بالعفة وصيانة الخلوات، وقال بعض الحكماء ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك وقال بعض الأدباء من عمل في السر عملا يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر، اللهم احفظ نساء المسلمين من كيد الكائدين، وتربص المتربصين، واجعلهن هاديات مهديات بالصحابيات مقتديات وعن الضلال معرضات، وللكتاب والسنة مقتفيات، اللهم من أراد بنسائنا سوءا وفتنة ومكيدة وتبرجا وسفورا، اللهم فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا سميع الدعاء اللهم أقر أعيينا برؤية زرع الإسلام وقد استوى على سوقه، يعجب الزراع لنغيظ به الكفار، إلهنا إله الحق، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى