مقال

علامات الساعة الصغري

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن علامات الساعة الصغري
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمدا عليه الصلاة وأتم التسليم، أما بعد أنصحكم ونفسي بتقوى الله، فإن فيها النجاة في الدنيا وفي الآخرة، واحذروا عباد الله واجتنبوا غضب الله الذي صُبّ على الأمم من قبلنا، وسيصب على كثير من الناس من هذه الأمة، فإن الله سبحانه وتعالى قد غضب على أهل الملل ممن كان قبلنا لما أشركوا به فصرفوا العبادة التي يحبها الله ويرضاها صرفوها لغيره، فاتخذوا من الأحجار والأشجار والجمادات اتخذوها آلهة دون الله، صلوا لها وسجدوا عندها، ودعوها في جلب المنافع، وتوسلوا إليها في دفع المضار، وتقربوا لها بالذبائح، ونذروا لها القرابين، وخافوا منها في السر والعلن.

وأقسموا بها وحلفوا، وأحبوها وخضعوا لها، وقاتلوا ودافعوا مستميتين عنها، وكل ذلك من تسويل الشياطين، والجهل بعظمة رب العالمين جل جلاله، وعظم سلطانه، فإذا ذكرهم نبي أو رسول عليهم الصلاة والسلام، بأن هذه الأصنام والأوثان لا تنفع ولا تضر، كان جوابهم أن قالوا ” ما نعبدهم إلا لقربونا إلي الله زلفي” فما الذي جعل بني إسرائيل أن ينالهم القسط الأكبر والنصيب الأوفر من غضب المنتقم الجبار سبحانه؟ فكان كفرهم بآيات الله، وقتلهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعصيانهم لله، واعتداؤهم على خلق الله، من أسباب غضب الله سبحانه وتعالى عليهم، فإنهم اتخذوا أبلد الحيوانات إلها ومعبودا، على صورة عجل له خوار، واعلموا يرحمكم الله أن هناك العديد من علامات الساعة الصغرى التي وقعت وانتهت.

ومنها بعثة النبي صلي الله عليه وسلم، حيث تعد بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، من علامات الساعة الصغرى، فالله تعالي ختم به الأنبياءعليهم الصلاة والسلام، وأقام برسالته الحُجّة على جميع الخلق، وذكر بعض العلماء أن بعثة محمد صلي الله عليه وسلم، أول علامات الساعة، وقد دلّت على ذلك عدة أحاديث نبوية، ومنها قول النبي صلي الله عليه وسلم ” بعثت أنا والساعة كهذه من هذه” أو كهاتين وقرن بين السبابة والوسطي” وكما أن من العلامات الصغري هو موت النبي صلي الله عليه وسلم، حيث كتب الله سبحانه الموت على جميع الخلق، فقال تعالى ” وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون” ويُعد موت النبي صلي الله عليه وسلم، من علامات الساعة الصغرى.

فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” اعدد ستا بين يدي الساعة، موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم” وبموته صلي الله عليه وسلم، انقطع الوحي من السماء وتوقفت النبوة، وإن من أهم آثار لمظاهر العقوبات على الفرد في الدنيا، هو قبول الإنسان هدي الله تعالى أو الرجوع إليه سبحانه وتعالى بالعمل الصالح، والزهد في الدنيا والحذر منها ومن فتنتها، وحينئذ لا يحزن على فواتها، ولا يمدن عينيه إلى ما متع الله به بعض عباده من نعم ليفتنهم فيها، كما يتولد أيضا من هذا الشعور الراحة النفسية والسعادة القلبية وقوة الاحتمال والصبر على الشدائد والابتلاءات، وكل ذلك رجاء فيما عند الله تعالى من الأجر والثواب، وأنهم مهما جاء من شدائد الدنيا فهي منقطعة ولها أجل، فهو ينتظر الفرج ويرجو الثواب الذي لا ينقطع يوم الرجوع إلى الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى