مقال

الحياة بين السلب والإيجاب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحياة بين السلب والإيجاب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 9 ديسمبر

الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والإمتنان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن الناس في هذه الحياة يعيشون بين السلب والإيجاب وهما كلمتان شاع استعمالهما عند الناس في مجالات شتى الإيجابية في الناس هي حالة تجعل صاحبها مهموما بأمر ما ويرى أنه مسئول عنه تجاه الآخرين ولا يألوا جهدا في العمل له والسعي من أجله والإيجابية تحمل معاني التجاوب والتفاعل والعطاء فالشخص الإيجابي هو الفرد الحي المتحرك المتفاعل في الوسط الذي يعيش فيه والسلبية تحمل معاني التقوقع والانزواء والانغلاق والانطواء والكسل والأنانية وحب الذات الشخص السلبي هو الذي يدور حول نفسه لا تتجاوز اهتماماته نفسه.

ولا يمد يده للآخرين ولا يخطو إلى الأمام هنالك بالمقابل مجتمعات سلبية وهذه المجتمعات هي التي يعيش كل فرد منها لنفسه ولذاته لا يتحرك من أجل الآخرين ولا يألم لألم الآخرين ولا يسعى لإسعاد الآخرين لكنه منطوي حول نفسه ويدور حول نفسه الله تعالى ضرب مثلا لمن عقله في القرآن الكريم لهاتين الخلقين خلق عظيم تشرأب له الأعناق يود كل صاحب عقل وصاحب فكر أن يكون حاملا لهذا الخلق وخلق آخر سيء أصحاب العقول والحجا والفهم والدراية يربئون بأنفسهم أن يوصموا به كما أن الإنسان من حيث هو يأنف أن يطلق عليه جاهل وإن كان يجهل كذلك هذا الخلق السيئ وهو السلبية في الحياة، وقد سمى الله تعالى السلبية بالكل والكلل الإنسان الكل الذي هو يحمله غيره ويسعى لشئونه غيره وهو لا يستطيع حيلة ولا يهتدي سبيلا.

فيرى كل شيء حوله سلبي وكل شيء أسود مظلم ويرى أنه لا حل لأي مشكلة من المشكلات بعكس الآخر الذي يمشي ويتعامل مع الحياة بعدل وهو على صراط مستقيم، فالإنسان الكل عبء على المجتمع لأن النضرة عنده تشاؤمية وهي الغالبة في حياته لا يتفاءل إلا نادراً هذه الشخصية شخصية ضعيفة في كل مجالات الحياة لا يرى للنجاح معنى ولا يؤمن بأن مسيرة الألف كيلو تبدأ من خطوة واحدة ليس عنده حتى الهم أن يخطو حتى هذه الخطوة الواحدة ولهذا لا يتقدم ولا يتحرك ولا يحرك ساكنا ولا يتفاعل مع حوله هذه الشخصية مملوءة بالحجج الواهية التي يتحجج بها لكله ولكسله وعدم تفاعله مع القضايا التي حوله من أجل أن يعمل ومن أجل أن يخطو ومن أجل أن يتقدم هذا الصنف من الناس دائم الشكوى والاعتراض والعتاب.

والنقد نقده دائما هادم وجارح ولهذا جعل الله تعالى من يقابله ومن يشاكله أنه يأمر بالعدل فهو دائما يتعامل مع كل قضية بعدل وهو على هدى وهو على صراط مستقيم تلك الشخصية شخصية متفائلة شخصية منتجة وعاملة شخصية عندها قدرة على مد الجسور للآخرين عندها القدرة على التعامل مع كل مستجد مع كل معضلة يرى أن كل قضية لها حل لكن هذا الحل لا يحسنه ولا يتقنه إلا من أعمل فكره إلا من تحرك إلا من كان إيجابيا في هذه الحياة، فإن الإيجابية أصل عظيم من أصول الإسلام، وهي ميزة عظيمة ميز الله تعالى بها المسلم، فالإسلام يدعو إلى إيجابية الفرد نحو نفسه ونحو المجتمع، ونرى هذا الأصل العظيم فى القرآن الكريم ففى سورة العصر التى قال عنها الإمام الشافعى لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم وذلك لأنها تجمع الدين كاملا، فهى توصى بإيجابية الفرد نحو نفسه ونحو من حوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى