مقال

الكِبر والعُجب داءان مُهلكان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الكِبر والعُجب داءان مُهلكان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 23 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا بما يلقى بعده فبكى، وقال يا رسول الله أسألك بحقي عليك وقرابتي منك، وحق صحبتي إياك، لما دعوت الله عز وجل أن يقبضني إليه” فهذا هو الإمام علي رضي الله عنه كما تنص على ذلك هذه الرواية الشيعية أنه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم بحق هذه الصحبة إلا دعا له، والمتعصبة الذين يدّعون التشيع لهذا الإمام الجليل يقللون من شأن هذه الصحبة ولا يعرفون لها قدرها ومنزلتها، والمرء ليعجب من هؤلاء المتعصبة الذين يرددون دوما وفي كل حين عبارة يا ليتنا كنا معكم.

وهم يرجون من كل قلوبهم لو أنهم صحبوا الحسين رضي الله عنه في ذهابه للعراق فنصروه وذبوا عنه، فيرى أحدهم في صحبته للحسين ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرف والقيمة، في حين يقف عند صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وهو خير الخلق والنبي الخاتم الذي أُرسل للناس كافة، وتمالأت عليه قوى الكفر فنصره هؤلاء وضحوا بدمائهم وأهليهم ووقفوا معه في أحلك الظروف، فيجعل هذا المتعصب صحبة هؤلاء لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كصحبة البهيمة للعاقل، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال” خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته” رواه البخارى ومسلم.

فهؤلاء هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى عنهم أجمعين، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم، وإذا تكلمنا عن الكبر فسنقول بأنه مرض خطير، وداء عليل، لا يخلو منه كثير من البشر بنسب متفاوتة، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وموجب لغضب الرحمن، وسبب عظيم من أسباب الحرمان، حقا إنه الكبر فلا يليق بالمخلوق الضعيف أن يتكبر على الناس ولا أن يدخله العُجب والغرور ، فالكِبر والعُجب داءان مُهلكان لا يتحلى بهما إلا أراذل الناس، والكِبر حمق ورداءة عقل، فقيل لبعضهم ما الكِبر ؟ قال حُمق لم يدري صاحبه أين يضعه ولا يتكبر أحد إلا لشعوره بالنقص في داخله.

فالمتكبر ناقص مهزوز الثقة بنفسه يرى أن فيه عيبا ونقصا لا يزيله إلا بإظهاره للناس عكس ذلك فيتصنع الكبر والغرور ، فيرى أنه بهذا قد كمُل، وهو عند الناس في غاية الحقارة والمقت، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم، اللهم أقل عثرتنا واغفر زلتنا، وامح سيئاتنا، اللهم زد حسناتنا، وضاعفها لنا يا كريم، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الفزع، والستر يوم الفضيحة، استرنا بسترك الجميل، واصفح عنا الصفح الجزيل، اللهم إنا نسألك أن تغفر لأموات المسلمين، يا رب العالمين، وأن تنصر المجاهدين، وتعلي كلمة الدين، وتقمع المشركين والمبتدعين، اللهم إنا نسألك أن تجعل فرجنا وفرج المسلمين قريبا يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى