مقال

مجموعة الأيام والليالي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مجموعة الأيام والليالي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 9 ديسمبر

الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد قال الحسن ضي الله عنه والذي نفسي بيده، لقد أدركت أقواما كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه، فرحم الله الحسن، فهذا قوله في زمانه، فماذا لو رأى زماننا، وكيف تكالب الناس على الدنيا لقد قطعت الأرحام، وتباعد الأخوان، وغدا حديث الناس عن أموال فلان وما جمع فلان، بل إن هناك مجالس عامرة بحديث الدنيا وأموالها لا يذكر فيها اسم الله ولا يتورع فيها عن الغيبة وأكل السحت والحرام، بل سل حديث المجالس عن أرحام تقطعت ووشائج انفصلت بسبب الدنيا، فهذا لم يري أخاه منذ عشر سنوات بسبب حفنة من مال، وذاك لم يردعه دين أو خوف من الله عن أكل أموال الأيتام وآخر همه مصروف.

وكيف يحصل على الأرض الفلانية؟ ولو بالكذب والحلف بالزور، وقال الحسن رحمه الله تعالى يا عجبا من ضاحك ومن ورائه النار، ومن مسرور ومن ورائه الموت، والسؤال يروح ويغدو على ألسنتا وهو ألا نعمل لهذه الدنيا؟ بلى يا أخي اعمل وجد فإن الإسلام دين العمل ولكن تنبه لوصية تالية، وقال رجل لسفيان الثوري أوصني؟ فقال اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وللآخرة بقدر بقائك فيها، والسلام، فقارن أخي بين مدة البقاء في هذه الدنيا وبين الخلود في الدار الآخرة، فأعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما بين الستين والسبعين، وهذا لمن لم يدركه الموت قبل ولكن لنرى يوما واحدا من أيام الآخرة كم طوله فيقول تعالي ” وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون” وها هي مدة البقاء، قياس بسيط.

فاعمل للآخرة وللدنيا جعلني الله وإياك ممن كان في طاعة الله فبلغه برحمته جنات عدن، وهيأ لنا من التوفيق ما نصل به إلى رضوانه، فمن أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله، ولننظر أخي إلى مكانتنا من الله، وبماذا استعملنا؟ إن كان في طاعته وعبادته فتلك والله النجاة، وإن كان غير ذلك فالتوبة من قريب ألا نستحي من إلهنا وخالقنا ورازقنا، من أحسن صورنا، وسخر لنا النعم ظاهرة وباطنة، واعلموا يرحمكم الله إن الأعمار عبارة عن مجموعة أيام، ومجموعة ليالي، فكلما مضي يوم أو انقضت ليلة كلما نقصت أعمارنا، وكلما نقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي ذلك الرصيد، ثم نغادر هذه الدنيا، وإنه إذا مات العبد فإنه يجب الإسراع في تجهيزه.

من تغسيله وتكفينه، والصلاة عليه ونقله إلى قبره، لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله ” رواه أبو داود، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الإسراع بتجهيز الميت إلى الله، وتطهيره وتنظيفه وتطييبه وتكفينه في الثياب البيض، وكان النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، يأمر بغسل الميت ثلاثا أو خمسا أو أكثر بحسب ما يراه الغاسل، ويأمر بالكافور في الغسلة الأخيرة، وكان يأمر من ولي الميت أن يحسن كفنه، ويكفنه بالبياض، وينهى عن المغالاة في الكفن، والرجل يتولى تغسيله الرجال، والمرأة يتولى تغسيلها النساء، ويجوز للرجل أن يغسل زوجته، وللمرأة أن تغسّل زوجها، ومن تعذر غسله لعدم الماء أو لكون جسمه محترقا أو متقطعا لا يتحمل الماء، فإنه يُيمّم بالتراب، وإن تعذر غسل بعضه غسل ما أمكن غسله منه، ويمم عن الباقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى