مقال

التربية الإسلامية والإستمرارية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التربية الإسلامية والإستمرارية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 11 ديسمبر 2023

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة في الدارين وبعث فينا رسولا منا، يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة وإن كنا من قبل لفي ضلال مبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله الله للعالمين رحمة وأنزل عليه الكتاب والحكمة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن من الأخلاق الفاضلة التي حث عليها الشرع ودعت إليها الفطرة هو خُلق الحياء، فمن فضله عده المصطفى صلى الله عليه وسلم من شُعب الإيمان كما أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم “الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان” وقال ابن مفلح الحنبلي “وحقيقة الحياء خُلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح”

ومن فضل الحياء أن الله عز وجل اتصف به كما أخرج أبو داود في سننه من حديث يعلى بن أمية قال صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر” وقال ابن القيم “أما حياء الرب تبارك وتعالى من عبده فنوع آخر لا تدركه ولا تكيفه العقول فإنه حياء كرم وبر وجود فإنه كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا، ويستحي أن يعذب شيبة شابت في الإسلام” واعلموا يرحمكم الله أنه تقوم التربية الإسلامية على الاستمرارية فهي لا تنتهي بزمن معين أو تتوقف عنده، فهي تمتد من الولادة إلى الموت، وتوجه الإنسان إلى التفكر في الكون والعالم مما يساعد في تقدم الأمة، كما أنها تدعو إلى مواكبة التطور بإخراج الأجيال المؤمنة المتعلمة، وكما تقوم على الانفتاح والعالمية.

حيث أن الإسلام دين عالمي وليس خاص بأمة دون أمة، فيرفض التعصب للطبقة أو العرق أو اللون وغير ذلك من أشكال التعصب، فالتفاضل فيها على أساس التقوى، ويقول الله تعالى” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وكما تجمع بين المحافظة والتجديد، من خلال محافظتها على ثوابت الإسلام، كالعقائد والقيم الربانية، ولكنها في نفس الوقت تدعو المسلم إلى التجديد بمطالب الحياة التي تتغير في كل زمن، مع المحافظة على الثوابت والأصول العامة الإسلامية، فالتربية الإسلامية هي الطريق التي تربى بها الصحابة رضي الله عنهم بتنزل القرآن عليهم، كتربيتهم في يوم بدر على أن النصر من عند الله تعالى، وحله لتنازعهم في غزوة أحد، وفي غزوة الخندق نزلت بعض الآيات التي فضحت المنافقين، وثبتت المؤمنين.

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يستغل الفرص مع صحابته لتعليمهم وتربيتهم، وسار بعده أصحابه رضي الله عنهم في نفس الطريق حيث قاموا بتعليم التابعين ما تعلموه من النبي عليه الصلاة والسلام، وتربوا عليه، ليقوم الأشخاص بحمل الإسلام ونشره على علم وفقه، ودعوة الناس إلى التمسك به، وإن للتربية الإسلامية العديد من الأهداف، ومنها الأهداف العقيدية وهى من خلال توجيه الفرد للتمسك بعقيدته التي توجهه إلى العمل في ضوء هذه العقيدة، فتعمل على ربط الفرد بربه ومحبته، وتحرير العبد من العبودية لغيره سبحانه وتعالى مما يساعد على ترابط المجتمع وتماسكه، وهناك أيضا الأهداف العقلية، فالعقل هو مصدر الإدراك عند الفرد ومن خلاله يكون محاسبا على أعماله، وربط الله تعالى في كتابه بين انعدام الاحتكام إلى العقل والانحراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى