مقال

صفات أجمع العقلاء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صفات أجمع العقلاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 ديسمبر 2023
الحمد لله الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد إن مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم قد حفلت بها سيرته وحياته، وامتلأت بها شريعته، فرحم الصغير والكبير، والقريب والبعيد، والمرأة والضعيف، واليتيم والفقير، والعبيد والخدم، بل شملت رحمته الحيوان والجماد، وجاء بشريعة كلها خير ورحمة للعباد، قال تعالى ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” فحسن الخلق، ولين الجانب، وطيب العشرة، هي صفات أجمع العقلاء على حسنها، وفضل التخلق بها، وقد توافرت الأدلة الشرعية على مدح الأخلاق الحسنة.

والحض عليها، من ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إن من أحبكم إلىّ أحسنكم أخلاقا” رواه البخاري، وقد كان رسول الله صلى عليه وسلم أحسن الناس سمتا، وأكملهم خُلقا وأطيبهم عشرة، وقد وصفه سبحانه بذلك فقال “وإنك لعلى خلق عظيم” فما من خصلة من خصال الخير إلا ولرسول صلى الله عليه وسلم أوفر الحظ والنصيب من التخلق بها وقد وصف الصحابة حسن خلقه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة” رواه الترمذي، والعريكة هي الطبيعة، ووصفه الله تعالى بلين الجانب لأصحابه فقال.

” فبما رحمة من الله لنت لهم” ففي معاشرته لأصحابه من حسن الخلق ما لا يخفي، فقد كان يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ويقبل الهدية ممن جادت بها نفسه و يكافئ عليها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤلفهم ولا ينفرهم، ويتفقدهم ويعودهم، ويعطى كل مَن جالسه نصيبه من العناية والاهتمام، حتى يظن جليسه أنه ليس أحدٌ أكرم منه، وكان ولا يواجه أحدا منهم بما يكره، فقال أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لي لشيءٍ صنعته لم صنعت هذا، ولا شيء لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا” رواه الترمذي وأبو داود، لقد فتح النبي صلى الله عليه وسلم بهديه وشرعه الذي جاء به أبوابا متعددة لإخراج العبيد من رقهم إلى سعة الحرية، فكان العتق هو الكفارة الأولى في قتل الخطأ، وفي جماع الرجل زوجته في نهار رمضان.

وفي الظهار، وإذا أساء السيد إلى عبده بلطمه فليس لها كفارة إلا عتقه، كما جعل النبي صلى الله عليه وسلم عتق العبيد وسيلة من وسائل للتكفير عن الذنوب والخطايا، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” أيما امرئ مسلم، أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار” رواه الترمذي، وذكر عبد الله بن جرير البجلي رضي الله عنه معاملة النبي صلى الله عليه وسلم له فقال “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هادياً مهديا” رواه ابن ماجة، ومعنى قوله ما حجبني أي ما منعني الدخول عليه متى ما أردت ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى