مقال

الدكرورى يكتب عن والله بعودة يا رمضان ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن والله بعودة يا رمضان ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع والله بعودة يا رمضان، فالصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر، وعلينا أن نستعد لرمضان بتطهير أنفسنا من المعاصى والسيئات وتنقية قلوبنا من الشرور والآفات ويكون ذلك بالتوبة النصوح، فالمعاصي تقسي القلوب، وتثبط عن العمل، وتهون الوقوع في الآثام، فالصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر، واعلموا أن يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وينادي عباده ويقول كما جاء فى كتابه الكريم ” قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ” وأما الوقفة الثانية فهو أنه علينا أن نعود إلى كتاب الله عز وجل في هذا الشهر الكريم.

ونعيش في رحابه، ونحرص على أن لا نكون ممن يدخل في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” يا رب إن قومى اتخذوا القرآن مهجورا” ومن مر عليه رمضان ولم يختم فيه القرآن فليعلم أنه محروم استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر الله، وأما عن الوقفة الثالثة وهى أنه ليحرص كل واحد منا أن يكون في رمضان مثالا للمؤمن الحق، الذى يُعرف بحُسن أخلاقه، فيحترم الكبير، ويعطف على الصغير، ويصل الرحم، وهكذا فإن شهر رمضان هو موسم تضاعف فيه الأجور والحسنات، وهذه الشهور على رأسها شهر رمضان، والأشهر الحُرم، وشهر الله المحرّم، وشهر شعبان الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله، وفضل بعض الليالي والأيام على بعض، كما فضل ليلة القدر والليالي العشر الأخيرة وأوتارها من رمضان، والعشر الأوائل من ذى الحجة، فله الحمد سبحانه وتعالي.

على ما عوّضنا من قصر أعمارنا مواسم تضاعف فيها الأجور، وتكفر السيئات، وترفع الدرجات، فله الحمد على نعمه المنان الكريم ونحن عباد وظيفتنا طاعته، وظيفتنا عبادته، وظيفتنا التقرب إليه، خُلقنا لأجل عبادته، فينبغي علينا أن نطيع ولا نعصى الله عز وجل، وأن نعبده ونشكره، ولا نكفره، فقد أمرنا بالتواصي بالحق والصبر، وأمرنا بألا نظلم أنفسنا، فقال تعالى فى سورة التوبة ” ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” فإن شهرنا هذا وضيفنا، وهذا الشوق العظيم من قلوب المحبين وأفئدة المؤمنين لهذا الموسم الكبير، إنه شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن، إنه كلام الله، كلام الرب، وإنه الكلام الذي لو نزل على جبل لتدكدك، إنه الكلام الذي تتفطر منه قلوب المؤمنين فتنبت الأعمال الصالحة كما تنبت الأرض من هذا الماء النازل من السماء المبارك.

وكذلك كتاب الله مبارك إذا نزل على القلوب أينعت وأثمرت بإذن الله، فهذه المواسم الفاضلة فإن الذكي من يغتنمها حقا، والشقي من تفوت عليه، ولا يدري أنها حلت ولا أنها ارتحلت، فإن لله في أيام الدهر نفحات، فمن تعرّض لها يوشك أن تصيبه نفحة ولعله لا يشقى بعدها أبدا، فقال عمر بن ذر “اعملوا لأنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غُبن خير الليل والنهار، والمحروم من حُرم خيرهما، وإنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا أنفسكم بذكر الله، فإنما تحيا القلوب بذكر الله” فإن هذه الأيام التي سنقدم عليها، وهذا الشهر الكريم الذي سيحل بنا، إنه فعلا ضيف يحتاج إلى استعداد فإنه موسم كبير يحتاج إلى ملء الأوقات بذكر رب البريات عز وجل، وإن أول ما نذكره نحن في هذا الشهر كيف يكون مغفرة؟

لأن الله تعالى وعد بالمغفرة لمن يدخل فيه فيصومه احتسابا وإيمانا، إيمانا بفرضيته، واحتسابا بالأجر فيه، يحسن الظن بالله بعدما يعمل العمل الصالح، وأن الله لن يضيعه، وأنه سيقبله منه، هذا الشهر الكريم الذى فيه الثواب والأجر، الذى فيه الطمع بمغفرة الله سبحانه وعندما يكون الله عز وجل أقرب إلى عباده ينبغي على العباد أن يقتربوا أكثر من الله، فإننا نريد فعلا أن نكون من المتقين، فإن الحصول على التقوى في هذا الشهر هو أصلا السبب في فرضيته، وهذا هو الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل هو التقوى وهو العمل بطاعة من الله، ترجو ثواب الله، وتترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عذاب الله، هذه هي التقوى، أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، فهذه هي التقوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى