مقال

علموا أولادكم الحب

 

بقلم الإعلامية.. هنا عبد الفتاح

 

 

 

 

الحب وعد والوعد دين والدين لا يسده إلا الرجال
الحب كلمة جميلة كثيراً منا يستخدمها في حياته. لكن هل وضعناها في مكانها الصحيح.. للأسف البعض يختصرها في علاقات عاطفية’ مع أن معناها أشمل وأوسع ..الكون كله لو لم يكن يحيا بالحب لهلك.واصبح بائس حزين..

 

 

 

نحن في مجتمعاتنا العربية تحديداً نحتاج للحب بيننا أكثر ما نحتاج لرغيف الخبز، أود أن أترك على كل أرصفة الطرقات كتبا عن الحب ليتعلمها أبناء وطننا.. فهم يحتاجون إلى الحب بينهم أكثر لاحتياجهم الطعام..فالنبي لم يأتي إلا برساله مضمونها الحب.

 

قد تكون صورة ‏‏‏‏شخص واحد‏، و‏تلفزيون‏‏، و‏‏حجاب‏، و‏‏وشاح‏، و‏غرفة أخبار‏‏‏‏ و‏نص‏‏

لم يحرم الشرع ولا الدين الاسلامي ولا جميع الأديان الحب بالعكس جعلوه مقدسا كباقي المقدسات.. ولا أدري لماذا مجتمعاتنا الشرقية تجعله مذموما’ تارة وتحرمه تارة أخرى ؛فقط هم لم يفهموا معناه..فالحب أسمي معاني الحياة لولاه ماحيا كائن على وجه الأرض.. فالنبي ضرب لنا أجمل معاني الحب الطاهر.. وهنا اعترض على إطلاق كلمة الطاهر على الحب..فالحب كله طاهر بل المشكلة فمن استخدمه فهو من يطفي عليه الطهر والعفاف أو يجعله مذموما ..

 

 

فالنبي أحبته السيدة خديجة وهو شاب صاحب ال٢٥عاما وهي تكبره..ومع ذلك لم تبالي لأي فروق اجتماعية أو عمرية لأنها أحبته بصدق وتقدمت لخطبته ولم تبالي بما يقوله مجتمعهم لم تبالي بالعادات والتقاليد التي لا شأن لها بالدين.و لم يقل الرسول.ان هناك عواقب اوظروف تمنعه من أن يرتبط بها على الرغم أنه بالفعل. هناك فوارق مادية فالنبي كان فقيراً والسيدة خديجة بلغة مجتمعنا الآن سيدة أعمال يتمناها جميع الرجال ومنهم من هو صاحب نسب ومال ووجاهه. وايضا كان هناك فروق عمرية فالنبي في مقتبل الشباب وريعانه وهو سيد الخلق تتمناه الجميلات والسيدة خديجة تجاوزت الأربعين ولكن من يحب لا يعرف عوائق اوظروف هل قالت السيدة خديجة للنبي لقد جئت متأخرا كما يفعل البعض من أبناء جيلنا مدعياً الحب هل قال الرسول لها هناك ظروف تمنعنا وفوارق عمرية والسيدة خديجة كانت متزوجة قبله ومعها أبناء لأ لم يعترفوا بظروف أو عواقب لم يتحججوا بتأخير الأشياء بل آمنوا بالحب فقط ولم يؤمنوا بأي شيء سوى الحب الذي جمعهم سويا حتي وارت السيدة خديجة الثري..

 

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏تلفزيون‏، و‏حجاب‏‏‏ و‏غرفة أخبار‏‏

 

هل سمعنا أن النبي اعاب عليها ذلك أو كان مافعلته أنقص من قدرها على العكس تماما فإن ما قامت به السيدة خديجة ضرب أسمي وأنبل معاني الحب..وظل النبي يحفظ لها ما فعلته ويثني عليه ويمدحها إلي أن توفيت..بل إن النبي سمي عام وفاتها بعام الحزن لأنه كان حزيناً جدا على فراقها فهي التي ساندته في شدته وصدقته في رسالته.ومن شدة حب النبي لها أنه لم يتزوج من غيرها في حياتها.. هنا نتسائل لماذا ابنائنا ومجتمعاتنا يستعملون الحب في غير موضعه.. أما للتلاعب بمشاعر الفتيات.او للتسالي.. أو لقضاء بعض الوقت.ثم وقت الزواج لو قيل له تزوج بمن تحب لرفض بحجة أنها أحبته قبل أن يتزوج.من الذي افهمهم أن الحب للتلاعب وقضاء الوقت من الذي حرم الحلال واستهان بمشاعر الإنسانية من الذي أباح قتل القلوب وفتك المشاعر وارتكاب أكبر الجرائم..

 

 

هل من المعقول أن تهون علينا قلوب الاخرين وفتكها وتركها ممزقة لأجل عادات وتقاليد لم ينزل الله بها من سلطان.. لماذا لم نقم بتربية ابنائنا تربيه سليمة مستمدة من حياة الرسول والشرع تربيه نحافظ بها على قلوب الاخرين’ ونعلمهم أن تركها ممزقه جرم عظيم.. تربية ننبذ بها كل العادات التي تنقص من شهامتنا وشجاعتنا ونعلمهم أن الحب وعد والوعد دين والدين لايسده إلا الرجال.. فنحن حقا نحتاج لأن نعلم ابنائنا الرجولة

 

قد تكون صورة ‏‏‏‏شخص واحد‏، و‏حجاب‏‏، و‏‏تلفزيون‏، و‏‏وشاح‏، و‏غرفة أخبار‏‏‏‏ و‏نص‏‏

فليس كل ذكر رجل بل الرجولة هنا تشمل معاني النبل والأخلاق الحميدة والمواقف التي تظهر فيها.. لابد أن يتعلم أبنائنا أن الحزن لو حل بالقلوب جعلها خاربة، لا أمل فيها ،ولا طيب وأن القلوب لو تركت هاوية من الحب لاستوطنها الحزن واليأس.. ولأجل ذلك كانت البشرية في حالات حرب مستمرة لأجل أطماع دنيوية ونفسية لأن قلوبهم تحتاج إلى الحب فما دفعهم إلى الحرب إلا أن قلوبهم استطونها الشر والحقد والحسد..

 

حينما أخي الرسول بين المهاجرين والأنصار..كانت قلوبهم تألف بينهم بالحب ولولاه ما أقيمت دولة الإسلام، ضرب الأنصار أعظم مثال للمؤاثرة والتضحية لإخوانهم المهاجرين.. لماذا.؟لان الرسول الف بين قلوبهم بالحب.. في حياة الرسول الكثير من قصصه مع حبه للسيدة خديجة والسيدة عائشة.. التي كان دائما يدللها بقوله لها يا حميراء.. أي شديدة الجمال والحمرة.. الحب حينما همس على أبن أبي طالب في أذن فاطمة وقت وفاتها قائلا لها يا فاطمة أنا علي..الحب حينما لم يستطع “علي” رضي الله تعالى عنه وهو أقوي الرجال حمل نعش” فاطمة” وقال لأصحابه اعينوني على حملها وهو الذي فتح باب خيبر بيد واحدة.

 

ثم أجد أجيال كثيرة لم تأخذ من حياة الرسول إلا ظاهر الدين فقط. ويتعاملون مع الحب كأنه من المحرمات. فهل من يدلني على من علمهم القسوة بالقلوب.. لنحاكمه على تدمير البشرية وقسوتها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى