مقال

إنتشار الإسلام وظهور أمره

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إنتشار الإسلام وظهور أمره
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 13 ديسمبر

الحمد لله الذي خلص قلوب عباده المتقين من ظلم الشهوات، وأخلص عقولهم عن ظلم الشبهات، أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة، وبراهين عظمته القاهرة، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله، واغترف من بحر جوده وأفضاله، وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات، شهادة تقود قائلها إلى الجنات وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، والمبعوث إلى كافة البريات، بالآيات المعجزات، والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه، وعلى آله الأئمة الهداة، وأصحابه الفضلاء الثقات، وعلى أتباعهم بإحسان، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد فإن من الأمور الغيبية المستقبلية التي أخبر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بها، ووقعت بعد وفاته وفق ما أخبر به كثيرة.

ومنها هو انتشار الإسلام، فمن الأمور الغيبية الدالة بتحققها على نبوة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ما أخبر عنه من انتشار الإسلام وظهور أمره، وبلوغه إلى الآفاق، وهو أمر غيب لا مدخل فيه للتوقع والظنون، فعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض” رواه مسلم، وقال الإمام النووي وهذا الحديث فيه معجزات ظاهرة وقد وقعت كلها بحمد الله كما أخبر به صلى الله عليه وسلم، وقال العلماء المراد بالكنزين الذهب والفضة والمراد كنزي كسرى وقيصر، ملكي العراق والشام، وفيه إشارة إلى أن ملك هذه الأمة يكون معظم امتداده في جهتي المشرق والمغرب وهكذا وقع.

وأما في جهتي الجنوب والشمال فقليل بالنسبة إلى المشرق والمغرب، وصلوات الله وسلامه على رسوله الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى” وإن من الأمور الغيبية المستقبلية التي أخبر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بها، ووقعت بعد وفاته وفق ما أخبر به كثيرة، ومنها هو فتح مصر، حيث بشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأنهم سيفتحون مصر، وقد تحقق ذلك على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه في العام السادس عشر من الهجرة النبوية، أي بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم” إنكم ستفتحون مصر، وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما”.

أو قال صلي الله عليه وسلم ذمة وصهرا” قال فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها، قال فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة فخرجت منه” رواه مسلم، وقال الإمام النووي “قال العلماء القيراط هو جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به، وأما الذمة فهي الحرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام، وأما الرحم فلكون السيدة هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، وفيه معجزات ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها إخباره صلي الله عليه وسلم بأن الأمة تكون لهم قوة وشوكة بعده بحيث يقهرون العجم والجبابرة، ومنها أنهم يفتحون مصر، ومنها تنازع الرجلين في موضع اللبنة، ووقع كل ذلك ولله الحمد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى