مقال

لحظة قدرتك على الإنتقام

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن لحظة قدرتك على الإنتقام
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الحيي الستير، جل في علاه من إله عليّ حكيم، وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، واللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة قط ” رواه أبو داود، ولقد ترك هذا التعامل أعظم الأثر في نفوس العبيد والخدم الذين اتصلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد استطاع عليه الصلاة والسلام أن يأسر قلوبهم ويملك مشاعرهم بسماحة أخلاقه وكريم شمائله، وقصة زيد بن حارثة رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم شاهد على ذلك.

فقد عاش زيد في بيته صلى الله عليه وسلم وظل يقوم على خدمته ويرعى شؤونه، حتى بلغت الأخبار إلى والده بوجوده عند النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق مسرعا إليه، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد له ولده، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم لزيد وقال “إن شئت فأقم عندي، وإن شئت فانطلق مع أبيك، فقال بل أقيم عندك” رواه الطبراني، فاختار زيد البقاء عبدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجوع حرا مع أبيه، لما رآه من طيب عشرة وحسن خلق الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم، واعلموا يرحمكم الله إن العفو والتسامح يأتيان في لحظة قدرتك على الانتقام، وأنت قادر ولكن قلبك أنقى من أن ينتقم، فالنصيحة العامه للجميع وهى أن ربُوا أنفسكم على التسامح، فسيأتي يوم تحتاجون فيه من يسامحكم.

فإذا كنت متسامحا معهم فستجد قلوبهم نقية دائما تجاهك، وإلا ستكون سببا في حقدهم عليك، فكلنا نخطئ، ولكننا لا ننتبه لأخطائنا بقدر انتباهنا لأخطاء الآخرين، ولو اعترفنا بأخطائنا لتعلمنا كيف نسامح دون تردد، فكثير منا لا يحقدون، لكنهم لا يعرفون كيف يسامحون، فالتسامح يأتي في الخطوة التالية لصفاء القلب، وإنك حين تتعرض للأذى من أي شخص فتسامحه وتعفو عنه، أنت بذلك ستجعله نادما ولن يسامح هو نفسه، فالتسامح لا يعني أن نكون ضعفاء، ولا يعني أن نتخلى عن حقوقنا في سبيله، فالتسامح يعني أن نعطي فرصة ثانية لمن يستحق، لمن يستحق فقط، وإن الشخص الذي يسامح يدفع عنه وعن أحبته العداوات، فتخيل أن يصبح لك أعداء لأسباب صغيرة، ولما أمر الله عز وجل نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بإعلان نبوته.

والجهر بدعوته، والصدع بالحق إذ نزل عليه قول الحكيم الخبير “فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين” فارتقى النبى صلى الله عليه وسلم جبل الصفا وصاح بأعلى صوته “واصباحاه” وهي صيحة يصيح بها العربي حين يحس بخطر داهم يوشك أن يحيط بقومه أو عشيرته، ثم أخذ ينادي يا بني فهر، يا بني عدي، يا بني كعب، لبطون قريش كلها حتى اجتمعوا فقال النبى صلى الله عليه وسلم “أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، فقال صلى الله عليه وسلم “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد” فقال أبو لهب، تبا لك يا محمد ألهذا جمعتنا؟ فنزل قول الحق سبحانه وتعالى ” تبت يدا أبى لهب وتب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى