مقال

القوة العقلية والبدنية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن القوة العقلية والبدنية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 18 ديسمبر

الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم لك الحمد ربي من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير تبدي صنع خافيه إليك يا رب كل الكون خاشعة ترجو نوالك فيضا من يدانيه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن من مجالات القوة التي تبنى عليها الأمم وترهب الأعداء وتمكن للامة قوة العدة والعتاد فالأمة الإسلامية ما تسلط عليها الأعداء في الفترة الأخيرة إلا بسبب فقدنها قوة الردع والله تعالى امرنا بتلك القوة فقال سبحانة ” وأعدوا “

أي لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم ” ما استطعتم من قوة ” أي كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأي والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتعلّم الرميِ، والشجاعة والتدبير، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ” ألا إن القوة الرمي ” ومن ذلك الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتالولهذا قال تعالى ” ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ” وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء.

والحكم يدور مع علته فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابا منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كانت مأمورا بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها،حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب، ولقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر” وذكر الله تعالى غراس الجنة فما غرست الجنة بمثل ذكره، يقول عليه الصلاة والسلام “من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة” رواه الترمذي، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال”لقيت إبراهيم الخليل ليلة أسري بي فقال لي يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة قيعان،

وأنها طيبة التربة عذبة الماء وأخبرهم أن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” وإن ذكر الله كلمات خفيفة على اللسان لاتكلف العبد جهدا، ولا يناله منها مشقة، إلا أن لها ثواب عظيم وأجر جزيل، وهي حبيبة إلى الله عز وجل، فقد روى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” وذكر الله جل وعلا هو الطارد للشياطين والمخلص من وساوسها وشرورها وكيدها وحبائلها، وإن ثمار الذكر على أهله، وفوائده على أصحابه المحافظين عليه لا تعد ولا تحصى، وإن المسلم إذا واظب على أذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وأذكار النوم.

والأذكار التي تقال في الدخول والخروج وعند الركوب وعند الطعام وعند الشراب وبعد الفراغ منه، إلى غيرها من الأذكار الموظفة للمسلم في أيامه ولياليه، مع عناية منه بالذكر المطلق كتب بذلك من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الذين أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى