مقال

عزوبة قلب المؤمن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عزوبة قلب المؤمن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 18 ديسمبر

الحمد لله جعل الحمد مفتاحا لذكره، وجعل الشكر سببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، قضاؤه وحكمه عدل وحكمة، ورضاه أمان ورحمة، يقضي بعلمه، ويعفو بحلمه، خيره علينا نازل، وتقصيرنا إليه صاعد، لا نقدر أن نأخذ إلا ما أعطانا، ولا أن نتقي إلا ما وقانا، نحمده على إعطائه ومنعه وبسطه وقدره، البر الرحيم لا يضيره الإعطاء والجود، ليس بما سُئل بأجود منه بما لم يُسأل، مُسدي النعم وكاشف النقم، أصبحنا عبيدا مملوكين له، له الحجة علينا ولا حجة لنا عليه، نستغفره ونتوب إليه مما أحاط به علمه وأحصاه في كتابه، علم غير قاصر وكتاب غير مغادر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله سيد البشر أجمعين ورسول رب العالمين.

فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد، يعيش المؤمن في قلبه عذوبة لدرجة أنه إذا علم بها سادة الأرض ، فإنهم يحاربونه حتى الموت ليأخذوها منه، فقال الله تعالى “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” والسعادة في الحياة الطيبة المذكورة في هذه الآية، التي لا يجدها حتى الكفار الأغنياء رغم مالهم، لهذا السبب لا نستغرب عندما نعلم أن كثيرين منهم قد انتحروا و هذا بسبب عدم معرفتهم بان السعادة الحقيقية تكمن في القرب من الله، والعيش على منهج القران الكريم و اتباع تعاليمه، فإنه يحتاج الناس إلى تناول الطعام كل يوم لتزويد أجسامهم بالطاقة.

والحفاظ على صحتهم، فإذا توقفوا عن الأكل لفترة من الوقت، فإن الأمراض تتسلل عليهم وتتفوق عليهم، وربما تقتلهم، وبالمثل، يحتاج الناس أيضا إلى طعام من نوع آخر، وهو طعام للروح والقلب، ومن المؤسف أنه بينما يحرص الناس على عدم نسيان إطعام أجسادهم، فإنهم لا يظهرون نفس الاهتمام بصحة أرواحهم وقلوبهم، حيث يحتاج القلب إلى الطعام كما يحتاجه الجسم، وإن أمراض الجسد وآثارها المنهكة ليست أخطر من أمراض القلب والروح، وللوصول إلى السعادة الحقيقية، نحتاج إلى معرفة الهدف من حياتنا، وكيفية الوصول إلى النجاح في الآخرة، والوصول الى الحالة من الرضا من خلال اتباع أوامر الله وديننا الحنيف و جعل القران الكريم منهجا لحياتنا، فإن كل إنسان يتطلع للسعادة ويبحث عنها.

لكن السعادة في الحقيقة ليست هدفا في ذاتها، بل هي نتاج عملك وإخلاصك وتواصلك مع الآخرين بصدق، فإن السعادة تكمن في أن تصنع قراراتك بذاتك وبنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده، لا لأنهم يريدون، أن تعيش حياتك مستمتعا بكل لحظة فيها، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفيمن حولك، وإن السعادة الحقيقية لا توجد إلا بالإيمان بالله عز وجل والتزود من الأعمال الصالحة، فاللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادَك المؤمنين، اللهم انصر من نصر هذا الدين، واخذل الطغاة والملاحدة والمفسدين والمنافقين، يا رب العالمين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى