مقال

تجمل رسول الله للوفود

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تجمل رسول الله للوفود
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 9 يناير 2024

الحمد لله بيده مفاتيح الفرج، شرع الشرائع وأحكم الأحكام وما جعل علينا في الدين من حرج، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قامت على وحدانيته البراهين والحجج، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، هو المفدى بالقلوب والمهج، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ساروا على أقوم طريق وأعدل منهج، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود والجُمع والأعياد، وقال الإمام البخاري رحمه الله باب التجمل للوفود، ثم ساق بإسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وجد عمر حُلة استبرق تباع في السوق، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله ابتع أي اشتري هذه الحُلة فتجمل بها للعيد وللوفود.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذه لباس مَن لا خلاق له” وإنما أنكر عليه نوع الحُلة لا الـتجمل للعيد والوفد، وقال البراء بن عازب رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا وقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئا أحسن منه” رواه البخاري ومسلم، وليست الحُلة المذكورة هنا حمراء خالصة، وفي قصة مناظرة ابن عباس رضي الله عنهما للخوارج، يقول ابن عباس فخرجت إليهم ولبست أحسن ما يكون من حُلل اليمن، قال أبو زُميل كان بن عباس جميلا جهيرا، قال ابن عباس فأتيتهم وهم مجتمعون في دارهم قائلون فسلمت عليهم، فقالوا مرحبا بك يا ابن عباس فما هذه الحُلة ؟ قال قلت ما تعيبون عليّ، لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل.

وقال صالح بن أبي حسان سمعت سعيد بن المسيب يقول إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود” رواه الترمذي، وجاء عبد الكريم أبو أمية إلى أبى العالية وعليه ثياب صوف، فقال أبو العالية إنما هذه ثياب الرهبان، إن كان المسلمون إذا تزاوروا تجملوا” رواه البخاري، وقال ابن أبي ليلى أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أصحاب بدر وأصحاب شجرة إذا كان يوم الجمعة لبسوا أحسن ثيابهم وإن كان عندهم طيب مسّوا منه ثم راحوا إلى الجمعة، فإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب تعظيم شعائر الله، فلا تؤتى المساجد إلا برائحة طيبة زكية، ولباس نظيف ساتر، وسواء في ذلك الكبار والصغار، لا أن يأتي المصلي إلى المسجد وكأنه خارج إلى الدكان.

أو داخل غرفة نومه، ولذلك نهي المصلي أن يأتي إلى المسجد بروائح كريهة سواء كانت رأئحة ما أكل وبقيت في فمه أو رائحة العرق في ثيابه أو في بدنه، وروى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة ررضي الله عنها قالت كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسول الله صلي الله عليه وسلم إنسان منهم وهو عندي فقال النبي صلي الله عليه وسلم ” لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا” وقالت رضي الله عنها كان الناس مهنة أنفسهم وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم، فقيل لهم لو اغتسلتم” رواه البخاري، بل كان الرجل يُطرد من المسجد إذا وجدت به الروائح الكريهة، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى