مقال

كشف العلم عن الحقيقة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن كشف العلم عن الحقيقة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله البشير النذير، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله ذوي الفضل الكبير أما بعد، جاء في السنة النبوية الشريفة قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ” سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين” إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة التي تضمنت وصف خلق الإنسان وهيئته، وهو من الآيات الدالة على عظمة الله تعالى ووحدانيته، وقد جاءت هذه الآيات تحمل وجها من الإعجاز القرآني أثبته العلم الحديث.

الأمر الذي يؤكد أن تقديم القرآن للسمع على الصبر لم يكن أمرا اعتباطيا أو صدفة، إنما لفائدة وحكمة جليلة أظهرتها الأبحاث، التي كشفت عن أن آلة السمع، وهي الأذن تتكون قبل آلة البصر، وهي العين، إذ تظهر الصحيفة السمعية في الأسبوع الثالث للجنين، وهي أول مكونات آلة السمع، بينما تظهر الصحيفة البصرية في الأسبوع الرابع، أما العين، فلا يتم تكامل طبقتها الشبكية الحساسة للضوء إلا بعد الأسبوع الخامس والعشرين ولا تتغطى ألياف العصب البصري بالطبقة النخاعية لتتمكن من نقل الإشارات العصبية البصرية بكفاءة إلا بعد أسابيع من ولادة الجنين، ويتضح أن الأذن الداخلية للجنين تنضج وتصبح قادرة على السمع في الشهر الخامس، بينما لا تفتح العين ولا تتطور طبقتها الحساسة للضوء.

إلا في الشهر السابع، وتكتمل حاسة السمع قبل حاسة البصر بعد خروج الجنين، حيث يمكن للجنين أن يسمع الأصوات بالطريقة الطبيعية بعد بضعة أيام من ولادته بعد أن تمتص كل السوائل وفضلات الأنسجة المتبقية في أذنه الوسطى، ثم يصبح السمع حادا بعد أيام قلائل من ولادة الطفل، أما حاسة البصر، فهي ضعيفة جدا عند الولاة إذ تكاد أن تكون معدومة، ويصعب على الوليد تمييز الضوء من الظلام، ولا يرى إلا صورا مشوشة للمرئيات، وتتحرك عيناه من دون أن يتمكن من تركيز بصره وتثبيته على الجسم المنظور، ولكنه يبدأ في الشهر الثالث أو الرابع تمييز شكل أمه أو قنينة حليبه وتتبع حركاتهما، وعند الشهر السادس يتمكن من تمييز الوجوه، وكشف العلم عن حقيقة.

تتناسب مع تقدم السمع على البصر، وهي أن مركز السمع يتقدم مركز الإبصار في مخ الإنسان تشريحيا، وهنا تظهر المعجزة العلمية في الآيات القرآنية، فالترتيب المكاني للسمع والبصر في الآيات يأتي وفقا للترتيب المكاني لمراكز السمع والبصر في المخ، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم، اللهم أقل عثرتنا واغفر زلتنا، وامح سيئاتنا، اللهم زد حسناتنا، وضاعفها لنا يا كريم، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الفزع، والستر يوم الفضيحة، استرنا بسترك الجميل، واصفح عنا الصفح الجزيل، اللهم إنا نسألك أن تغفر لأموات المسلمين، يا رب العالمين، وأن تنصر المجاهدين، وتعلي كلمة الدين، وتقمع المشركين والمبتدعين، اللهم إنا نسألك أن تجعل فرجنا وفرج المسلمين قريبا يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى