مقال

صناع السعادة

جريدة الاضواء

صناع السعادة

بقلم/السيد شحاتة

هناك الكثير من الناس في هذه الدنيا تبقي كرصيف مهمل لايلتفت اليه إنسان

فإن حان أجلهم وإنتقلوا إلي رحاب ربهم فاضت الأعين بالدموع والحناجر بالود المتأخر

فلماذا نحن هكذا لانعرف قيمة بعضنا البعض إلا متأخرا بعد أن يكون قد فات الأوان

أيجب علينا أن يكون الموت لزاما علينا حتي نخرج عواطفنا الخرساء من دواخلنا لنعبر لمن فقدناهم عن مشاعر الحب لهم

فهذا الإعتذار المتأخر فاقد لقيمته ومنعدم لهويته لاطعم له ولا رائحه

فلماذا نتذكر فجأة محاسن الأموات الذين كنا نتجاهلهم أحياءا إما عن قصد أو بلا قصد

فالأحياء منا أيضا في حاجه إلي ذكر محاسنهم وودهم وفضلهم فلماذا لا نعرف قيمة بعضنا البعض إلا في النهايات

فقد تكون كلمة صغيرة لاتكلفنا شيئا لها مفعول السحر في وقتها المناسب خيراً من قصيدة يكتبها شاعر بعد أن تختفي المشاعر ونفقد من نريد إيصالها إليهم

فلا تؤجل الأشياء الجميلة فقد لاتتكرر وقد نندم أشد الندم علي تأخرها نحن نتكلم عما نملكه بأيدينا وليس بأقدارنا وفي النهاية نلقي اللوم على غيرنا

أنت وأنا من يمتلك الزمام فالإهمال قد يقتل كل شئ حولنا مهما كانت قيمته لدينا فإعمل ماعليك وأسعد نفسك والأخرين وأترك الباقي لأقدارنا

هناك الكثيرون ممن تسعدهم كلمة أو فعل تجاههم ولن تكلفك شيئا فإسعاد الآخرين هي الأجمل والأروع لديك ولدي غيرك

بل قد نجد أن أجمل مافي حياتك أن تكون سبباً لإسعاد غيرك فإسعاد الناس فن لايتقنه الكثيرين

فسلاما علي من أسعد غيره وسلاما على من رأي دمعة حزن في عين إنسان فمسحها وسلاما علي من رأي فضيلة لغيره فنشرها ورأي سيئة فكتمها

وسلاما علي من رأي هما فأزالة وسلاما على من تسعدهم سعادة الآخرين ويحزنهم حزنهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى