مقال

الدكروري يكتب عن هزيمة الصليبيين في غزة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن هزيمة الصليبيين في غزة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 16 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية أنه في نوفمبر من عام ألف ومائتان وأربع وأربعون ميلادي، مباشرة بعد هزيمة الصليبيين عند غزة، قام “روبرت” وهو بطريرك بيت المقدس بإرسال “جاليران” وهو أسقف بيروت إلى ملوك وأمراء أوروبا يطالبهم بإرسال إمدادات عاجلة إلى الأراضي المقدسة لمنع سقوط مملكة بيت المقدس بالكامل في أيدي المسلمين، وفي عام ألف ومائتان وخمس وأربعون ميلادي، وأثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول، وبحضور روبرت بطريرك بيت المقدس، منح بابا الكاثوليك إينوسينت الرابع تأييده الكامل للحملة الصليبية السابعة.

التي تحمس لها لويس التاسع ملك فرنسا وكان يحضر لها، وقام بابا الكاثوليك على إثر ذلك بإرسال “أودو” كاردينال فراسكاتي للترويج للحملة في كافة أنحاء فرنسا، وفرضت ضرائب على الناس لتمويلها، ووافقت جنوة ومرسيليا على الاضطلاع بتجهيز السفن اللازمة، أما البندقية فقد فضّلت عدم المشاركة بسبب علاقاتها التجارية الواسعة مع مصر، وكان من أهداف الحملة الصليبية السابعة، هو هزيمة مصر لإخراجها من الصراع، والقضاء على الدولة الأيوبية التي كانت تحكم مصر والشام، وإعادة احتلال بيت المقدس، ولتحقيق ذلك، جهز الصليبيون الحملة بتأني في ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم ضد المسلمين حتى يتمكنوا من تطويق العالم الإسلامي من المشرق والمغرب.

مما يصعب على مصر القتال على جبهتين في آن واحد فيسهل عليهم الإطاحة بالعالم الإسلامي بضربة واحدة، وقام البابا إنوسنت الرابع ، بإرسال مبعوثه الفرنسيسكاني جيوفاني دا بيان كاربيني إلى خان المغول جيوك خان ابن أوقطاي خان وحفيد جنكيز خان، يطلب منه تحالفه مع الصليبيين، إلا أن ردّ جيوك خان جاء مخيبا لأمال البابا، إذ رد عليه برسالة تطلب منه الخضوع للمغول والحضور إليه مع كل ملوك أوروبا لمبايعته ملكا على العالم، لكن إينوسينت لم يفقد الأمل فقام في مايو من عام ألف ومائتان وسبع وأربعون ميلادي، بإيفاد أشلين اللومباردي إلى القائد المغولي بايجو نويان في تبريز، وبدا بايجو نويان أكثر استعدادا للتحالف مع الصليبيين ضد المسلمين، إذ اقترح أن يقوم بمهاجمة بغداد.

على أن يقوم الصليبيون في ذات الوقت بمهاجمة الشام فيتم تطويق المسلمين، وأوفد رسولين هما أيبك الذي يُعتقد أنه مسيحي تركي وسركيس المسيحي النسطوري الذي يُعتقد أنه آشوري، إلى روما ومعهما رسالة إلى البابا تطلب من البابا الخضوع وبأن يذهب شخصيا إلى مقر الإمبراطورية المغولية قراقورم عاصمة المغول من أجل “أن يسمع كل أمر موجود في الياسق، وهو قانون صدر عام ألف ومائتان وستة ميلادي، وضعه جنكيز خان، يشتمل أحكاما تتعلق بالجزاء والعقاب من أجل نشر الأمن في أرجاء الامبراطورية المغولية ” والتقى المبعوثان مع إينوسنت الرابع في عام ألف ومائتان وثماني وأربعون ميلادي، الذي أصدر مرسوم بابوي عنوانه “طريق الحق” ردا على رسالة بايجو نويان.

يناشد فيه المغول مرة أخرى وقف قتلهم المسيحيين، وبقي المبعوثان في ضيافة بابا الكاثوليك نحو عام، ثم عادا إلى بايجو نويان، في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر لعام ألف ومائتان وثماني وأربعون ميلادي، برسالة البابا ومعهما شكوى من البابا بأنه لم يلحظ أن بايجو نويان، قد أقدم على فعل شيء مثمر يخدم التحالف المأمول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى