دين ودنيا

الدكروري يكتب عن أشد الناس خشية لله تعالي

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 24 يناير 2024

 

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد إن المتابع للأحوال قد يرى ما لا يخفى على اللبيب إدراكه من المآزق التي تمر بها أمة الإسلام من كيد الأعداء، والتفرق الذي كاد ينسينا هويتنا، وخصوصا وأن العدو قد تبجح وتقوى، ومن التأخر العام الذي تعانيه هذه الأمة في ماضيها وحاضرها على ظلال أرض العروبة والإسلام، أو في بلاد الاغتراب من هذا النكوص الذي تترجمه المشاكل الاجتماعية كوقوع الطلاق، وانحراف الشباب.

 

واحتياج المرأة الدائم إلى التوعية الدينية، وكذلك أولادنا وبناتنا، إضافة إلى أننا نريد أن نلمس الأثر الفعال لهذه الجمعيات والمراكز في القيام بواجبها على فقه وبصيرة وإخلاص، وإن الرسل الكرام عليهم السلام هم أعلم الناس بالله تعالى، وأنصحهم لعباده فكانوا أشدهم خشية له، وخوفا منه لعلمهم بسرعة انتقامه، وشدة عذابه ولذا حذروا أقوامهم من معصيته، فأولئك الأنبياء والصالحون عرفوا الله تعالى فعظموه، ورجوا رحمته فأطاعوه، وخافوا عذابه فلم يعصوه، وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد بلغ الغاية في معرفة الله تعالى ومحبته ورجائه والخوف منه، وكان ناصحا لأمته، رحيما بها، مشفقا عليها، يحذرها بطش الله تعالى وعذابه، ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم لحرصهم على الطاعات وما يقرب من رضا الله عز وجل.

 

وكثيرا ما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، وأكثرها قربةً إلى الله تعالى، فكانت إجابات النبي صلى الله عليه وسلم تختلف باختلاف أشخاصهم وأحوالهم، وما هو أكثر نفعا لكل واحد منهم، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس” أي أكثر من ينتفع الناس بهم، وهذا لا يقتصر على النفع المادي فقط، ولكنه يمتد ليشمل النفع بالعلم، والنفع بالرأي، والنفع بالنصيحة، والنفع بالمشورة، والنفع بالجاه، والنفع بالسلطان، ونحو ذلك، فكل هذه من صور النفع التي تجعل صاحبها يشرف بحب الله له ” وأحب الأعمال إلى الله سرور يدخله على مسلم” أي إن أحب الأعمال هي السعادة التي تدخلها على قلب المسلم، وهذا يختلف باختلاف الأحوال والأفراد.

 

فقد يتحقق السرور في قلب المسلم بسؤال أخيه عنه، وقد يتحقق بزيارة أخيه له، وقد يتحقق بهدية أخيه له، وقد يتحقق بأي شيء سوى ذلك، الأصل أن تدخل السرور عليه بأي طريقة استطعت ” أو يكشف عنه كربة ” والكربة هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبها في الهم والغم، فمن استطاع أن يكشف عن أخيه كَربه، ويرفع عنه غمه، فقد وفق بذلك إلى أفضل الأعمال ” أو يقضي عنه دينا ” أي تقضي عن صاحب الدين دينه وذلك فيمن يعجز عن الوفاء بدينه ” أو تطرد عنه جوعا ” أي بإطعامه أو إعطائه ما يقوم مقام الإطعام ” ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا” ففي قوله هذا إشارة إلى فضل المشي مع المسلمين في قضاء حوائجهم.

 

وتيسير العقبات لهم، حتى جاوز هذا الفضل الاعتكاف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يدل هذا إلا على عظيم فضل السعي بين المسلمين لقضاء حوائجهم “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى