مقال

حكمة رسول الله مع الذبيحة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حكمة رسول الله مع الذبيحة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد روي عن ميمون بن مهران قال التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان عاص ومن شريك شحيح، وقال إبراهيم التيمي مثلت نفسي في الجنة آكل ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ثم مثلت نفسي في النار، آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها فقلت لنفسي أي نفسي أي شيء تريدين؟ قالت أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا قال قلت فأنت في الأمنية فاعملي، وعن سلمة بن منصور عن مولى لهم كان يصحب الأحنف بن قيس.

قال كنت أصحبه فكان عامة صلاته الدعاء وكان يجيء المصباح فيضع أصبعه فيه ثم يقول حس ثم يقول يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ وقال مطرف بن عبد الله لولا ما أعلم من نفسي، لقيت الناس، وقال أيضا وهو بعرفة اللهم لا ترد الجميع من أجلي، وقال بكر بن عبد الله المزني أو قال رجل لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنه قد غفر لهم لولا أني كنت فيهم، وقال مالك بن دينار أذكر الصالحين فأف لي وتف، وقال أيوب السختياني إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل، وعن سفيان الثوري قال جلست ذات يوم أحدث ومعنا سعيد بن السائب الطائفي فجعل سعيد يبكي حتى رحمته فقلت يا سعيد ما يبكيك وأنت تسمعني أذكر أهل الخير وفعالهم ؟ قال يا سفيان وما يمنعني من البكاء.

وإذا ذكر مناقب أهل الخير كنت منهم بمعزل ؟ قال يقول سفيان حق له أن يبكي، وإن هناك سؤال وهو هل فى عهد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أو بعد عهد النبى صلى الله عليه وسلم وإلى قبيل فترة قريبة من الزمن، هل يمكن أن يعرف الإنسان ما حكمة النبي صلى الله عليه وسلم حين أمر بعدم قطع رأس الذبيحة وبقطع أوداجها فقط؟ وهذا ليس من عند النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا وحى يوحى، وسوف ترون أنه كلما تقدم العلم وتم كشف عن إعجاز هذا التشريع، ولا يستبعد أن تروا يوما العالم كله يطبق أحكام الشريعة الإسلامية، ربما ليس عن تعبد لله عز وجل، ولكن العلم يصل إلى أن هذا الذى وصل إليه القرآن الكريم وهو عين الحقيقة، ولذلك الميتة حرمت، فقيل أن هناك تعليل لهذا التحريم، وإن الطبع السليم يتقزز من أكل الميتة.

والإنسان تعاف نفسه أن يأكل لحم دابة ماتت، والإنسان بفطرته، وطبيعته، وعقلانيته، يرفض أكل لحم الميتة، والله عز وجل حرمه، وهذا شيء طبيعي أن يتوافق النقل مع العقل، ومع الفطرة، ومع الواقع، وشيء طبيعى وهذا هو الحق، وهناك تعليم لطيف أن الإنسان ينبغى أن تكون أعماله كلها هادفة، فهو حين يذبح هذه الدابة يذبحها ليأكلها، فأصبحت أعماله هادفة لا يوجد عنده عمل عشوائى، وإن الدابة الميتة تجلب الأمراض، فهذا هو الشيء الآخر، وهو أنه عندما تموت الدابة، أى ماتت لعلة، لمرض، أو لجرثوم، أو لتسمم، فالدابة الميتة مظنة مرض، ومظنة خطر على الإنسان، وهذه علة أخرى، فأسأل الله العلي العظيم أن يطيب كسبنا، وأن يصلح نياتنا، وأن يرزقنا وإياكم تقواه وخشيته ظاهرا وباطنا، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى