مقال

لا يهمنا سوى الرهائن

جريدة الاضواء

لا يهمنا سوى الرهائن
خالد السلامي
نعم نحن لسنا مع الاعتداء على المدنيين أياً كان جنسهم ودينهم لكن هذا لا يعني أن مديينا نحن العرب اقل قيمة وأهمية وشأناً من الآخرين ولاهم غير مشمولين بالحماية من همجية المحتلين وعدوانية الأعداء وظلم الطغاة وحقوق الانسان فمنذ ما يقرب من ستة و سبعبن سنةٍ عجاف وسجون الاحتلال تغص بعشرات ان لم نقل مئات الآلاف من المعتقلين العرب في فلسطين المغتصبة ومَن يدخل معتقلاتهم لا يخرج منها إلا إلى القبر وطيلة كل هذه السنين السوداء يُذَل أبناء فلسطين بشكل لا تتحمله الحيوانات حاشاهم سواءً بالقتل او الحصار أو كل انواع الإذلال الأخرى هذا عدا ما تشهده بقية أجزاء الوطن العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي من اعتقالات وإذلال للمواطنين العرب على أيدي حكامهم ولم يرف أيُّ طرف للأمم المتحدة والمجتمع الدولي وحكام العرب والمسلمين إلّا إذا كان حكام ذلك الجزء لا يُعجِبون الغرب ولا يتماشون مع مخططاته حينها سيكون المواطنون فيه مقدسون من قبل الأمم المتحدة والعالم الغربي والشرقي حتى ولو كانوا في احسن احوالهم فسيصبحون مظلومين ومقيدين ويجب إنقاذهم من براثن حكامهم وجورهم أما في الأجزاء التي يحكمها اتباع الجهات المؤثرة عالميا فبالتأكيد هم ملوك الحرية والسعادة والديمقراطية حتى ولو امتلأت سجون اولئك الحكام بكل شعوبهم .
ولا ندري ما هو الفرق بين الانسان المدني العربي الذي تعتقله قوات الاحتلال الغاصبة لبلده وبين الانسان المدني الذي اسكنه الاحتلال في ارضٍ مغتصبةٍ ليس له فيها أي حق لا تاريخيا ولا جغرافيا ولاديينا ولا اجتماعيا لأنه ليس سوى غاصب جاء من مختلف بقاع الارض ليغتصب أرض َ غيره وبدعم وإسناد من قوى الشر في العالم .
ومنذ السابع من تشرين الاول ٢٠٢٣ الى اليوم لن يهدا للولايات المتحدة والغرب والأمم المتحدة بالاً بسبب أَسر عدد من مغتصبي أرضِ فلسطين في غزة والذين ربما لا يقاسون عدديا بأدنى من (٠%) الصفر بالمائة تجاه الاعداد الهائلة من المعتقلين و الشهداء الفلسطينيين منذ أكثر من سبعة عقود ونصف والأدهى والأَمَر أن من يندد ويسعى لتحريرهم والدفاع عنهم هم حكام يدعون العروبة ولم يخطر ببالهم ذلك العدد الهائل من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني وتلك الأفواج المتتابعة من شهدائهم الأبرياء والمواطنين المذلولين في وطنهم تحت بطش قوات الاحتلال.
ترى متى سترفعون من قيمة عروبتكم من خلال حماية اهلكم العرب مثلما تحاولون حماية اعدائكم فوالله لن تكون لكم أية قيمة عند من تدافعون عنهم ما دمتم لن ترفعوا من مكانة مواطنيكم ومهما ابتسم الأعداء في وجوهكم فستبقون في نظرهم خائنين لشعبكم وامتكم وهم يعلمون جيدا أن من يخن شعبه لا يصعب عليه خيانتهم وستكونون اول ضحاياهم عندما تنتهي صلاحيتكم كما حصل مع ازلامهم الذين ازاحوهم بما سمي بالربيع العربي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى