مقال

منع الآباء الخاطب الكفء الحذق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن منع الآباء الخاطب الكفء الحذق
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 28 يناير

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن منع الآباء الخاطب الكفء الحذق، ذا الدين والخلق مخالف لأمر الشريعة حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ” رواه الترمذي، ألا وإن من الخيانة وتضييع الأمانة أن يزوج الولي ابنته لرجل فاسق عاص لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم كمن لا يصلي أو سيء الخلق والمعاني، أو يتعاطى الخمور والمسكرات والدخان والمفترات.

أو غير ذلك من المعاصي والموبقات ، ولو كان يملك الملايين من الريالات والقصور والبيوتات، فذلك ظلم للفتاة وغش تأباه فقال صلى الله عليه وسلم ” ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة ” متفق عليه، ولقد اغتالوا البنت حية، لم يدفنونها في قبرها كالجاهلية، بل هالوا عليها تراب الجحيم في سجن زوج لا تطيقه ولا تريده من أجل حفنة قذرة من المال فسبحان الله العظيم، ألا فاعلموا أن زواجا يكثر مهره ويعظم همه ويزداد غمه وتكثر تكاليفه معقد أوله، ومؤلم آخره والواقع خير شاهد، فنحن في زمن قلت فيه فرص الوظيفة وتدنى فيه مستوى المعيشة وزاد فيه منسوب البطالة أجارات مرتفعة ومعيشة غالية ومهور عالية وأنى للشباب الإتيان بكل تلكم التكاليف.

فهنا يجب أن نقف جميعا وقفة صادقة مع أنفسنا، من تسهيل للمهور وتيسير للزواج صيانة لأعراض الفتيات والأزواج ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا بتطبيق الرجال قول الله تعالى ” الرجال قوامون على النساء ” والانصياع لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ” رواه البخاري، فالقوامة بيد الرجل، والحل والربط بيد الرجل أما المرأة فهي تابعة لزوجها لا تخرج عن رأيه ومشورته قيد أنملة، فلا يُترك لها زمام التصرف وخطام التفاوض فهذا غير مشروع لاسيما في وقتنا هذا الذي طغت فيه الفضائيات وتقليد الأفلام والمسلسلات حتى تغالت في المهور الأمهات وأرهق كاهل الشباب بطلبات تنوء بحملها الجبال الراسيات، وقال عليه الصلاة والسلام ” خير الصداق أيسره ” وقال صلى الله عليه وسلم.

” إن من يُمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها وتيسير رحمها ” وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” ألا لا تغلوا في صُدق النساء فإنه لو كان مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله عز وجل كان أولاكم به النبي صلى الله عليه وسلم ” فلا غرو أن يكون اليوم نكاح وغدا فراق ولا عجب أن يكون زواج يعقبه طلاق ولا غرابة أن يكن الزوج لزوجته العداء، فاتقوا الله أيها الآباء والأمهات وساهموا في بناء اللبنات سهلوا المهور، يسروا الزواج وكونوا قدوة صالحة ونواة طيبة فأين نحن عن أبي طلحة عندما تزوج أم سليم مقابل إسلامه ورجل تزوج بامرأة بما معه من القرآن يعلمها ويكون ذلك مهرها، وتزوج

 بخاتم من حديد، وآخر بوزن نواة من ذهب، أين نحن عن تلكم الأمثال الرائعة والصفحات الناصعة لقد ضربوا لنا أروع المثل في شأن المهر وتسهيله والصداق وتيسيره فأفيقوا من غفلتكم واستيقظوا من رقدتكم يرحمكم ربكم ويغفر لكم ذنوبكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى