مقال

المرافق العامه بين تعظيم النفع ومخاطر التعدى “جزء1”

المرافق العامه بين تعظيم النفع ومخاطر التعدى “جزء1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن الفساد قد ينال كل مظاهر الحياة وكل جوانبها من دون استثناء، وقد يمارس الناس الفساد دون أن يعترفوا بذلك، بل قد يدعون أنهم مصلحون كما في قوله تعالى فى سورة البقرة “وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ” وإن الله عز وجل، قد أمر بالإصلاح، وأرسل أنبياءه ورسله الكرام بذلك فقال قائلهم كما جاء فى سورة هود فى قول الحق سبحانه وتعالى”إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت” وقد نهى المولى سبحانه وتعالى عن الفساد والإفساد في الأرض، وقال تعالى فى سورة الشعراء “ولا تعثوا فى الأرض مفسدين” وأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يحب الفساد، ولا يمكن أن يجتمع الصلاح والفساد معا إلا أن يتدافعا ليظهر الصلاح من الفساد.

فإن الإسلام دين الصلاح والإصلاح، يدعو إلى الخير وينهى عن الشر والإفساد والإفساد في الأرض شيمة المجرمين، وطبيعة المخربين، وعمل المفسدين، ففيه ضياع للأملاك، وضيق في الأرزاق، وسقوط للأخلاق، إنه إخفاق فوق إخفاق، يحول المجتمع إلى غابة يأكل القوي فيه الضعيف، وينقض الكبير على الصغير، وينتقم الغني من الفقير، فيزداد الغني غنى، ويزداد الفقير فقرا، ويقوى القوى على قوته، ويضعف الضعيف على ضعفه والفساد داء ممتد لا تحده حدود، ولا تمنعه فواصل، يطال المجتمعات كلها متقدمها ومتخلفها بدرجات متفاوتة، وإن شرائع السماء كلها نهت عن الفساد في الأرض ودعت الناس إلى عدم الانقياد لهم أو معاونتهم.

فإن من أعان المفسدين أو رضي بأفعالهم أو تستر عليهم فهو شريك لهم في الإثم، وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال ” ولا تعاونوا على الأثم والعدوان” وقال الله تعالى ” ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون” و قال الله تعالى ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها” وهذه الآيات العظيمة، وغيرها مما يقارب خمسين آية في كتاب الله تعالى كلها تحذر من الفساد بجميع صوره وأشكاله وأنواعه والتحذير من الفساد جاء عاماً، للتحذير من كل صور الفساد، ولم يخصص نوعا من أنواع الفساد حتى يبتعد المسلمون عن جميع الصور، فسبحان الله العظيم، من للعباد غيره يدبر الأمر ومن يعدل المائل من يشفى المريض ومن يرعى الجنين فى بطون الحوامل.

ومن يحمى العباد وهم نيام وهل لحمايته بدائل من يرزق العباد ولولا حلمه لأكلوا من المزابل من ينصر المظلوم ولولا عدله لسووا بين القتيل والقاتل، وإن المرافق العامة هى جميع الأنظمة والبنى التحتية التي تبنيها الدولة وتديرها، وهي متاحة لكافة المواطنين دون استثناء، ولديهم حق الانتفاع بها بغض النظر عن فئاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، حيث تعتبر هذه المرافق ضروريه لتحسين المستوى المعيشي للناس وتلبية حاجاتهم الأساسية، حيث إنها تقدم الخدمات التي يحتاجونها وتناسبهم، وتسعى الحكومات إلى وضع سياسات ومعايير لتطوير أنواع مختلفة من هذه المرافق، ورفع جودتها وفقا لحاجة المجتمع وطبيعته.

وإن للمرافق العامة تصنيفات متنوعة، ومنها تصنيفها من حيث نشاطها المرافق الإدارية، حيث تعرف المرافق العامة الإدارية على أنها تلك المرافق التي ليس للأفراد القدرة على مزاولة أي نشاط فيها، بسبب عجزهم عن ذلك، أو عدم وجود مصلحة لهم فيها، ومن أمثلة هذه المرافق الجهات القضائية، والدفاعية، والأمنية، وغيرها، هذا ويسمى العاملون في هذه المرافق بالموظفين العموميين، أما الأموال التي تنفق على هذه الجهات فهي الأموال العامة، وأيضا هناك المرافق الاقتصادية، وهي تلك المرافق التي يتم تأسيسها لممارسة نشاط تجاري أو صناعي مشابه لذلك النشاط الذي يمارسه الأفراد، وأيضا هناك المرافق المهنية، وهي تلك المرافق التي تعمل على الإشراف على مهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى