مقال

مرحلة خطيرة وفجوة كبيرة

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن مرحلة خطيرة وفجوة كبيرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 4 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد إن مع الأسف اليوم لقد ضاع الإسلام من بعض قلوب الناس الضعيفة المريضه فأصبح من أجل أدنى مصلحة ولو بعض الربا البسيط يفرط فيه بعض الناس، ولو ضاعت دنياه وأخراه، فكيف لهذا أن يصل إلى درجة الشهيد والشهداء، إنها مرحلة خطيرة وفجوة كبيرة، وإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام جلس مع الصحابة وطرح عليهم هذا السؤال الذي يجب أن يطرحه كل والد الآن وغدا وإلى الأبد على أبنائه خاصة الجيل المسلم، قال صلى الله عليه وسلم “ما تعدون الشهداء فيكم؟

قالوا يا رسول الله من قُتل في سبيل الله فهو شهيد، قال إن شهداء أمتي إذن لقليل، لعلمه صلى الله عليه وسلم أن الناس يحبون الدنيا ويخافون من الموت، ثم أعطى صفحة جديدة لشهيد لم يعرفها أحد من قبل، قالوا فمن يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم من قُتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، أي بمرض بطني والغريق شهيد” ثم يأتي حديث آخر عن المرأة النفساء التي تموت في نفاسها فهي شهيدة، والحريق شهيد والغريق شهيد، وصاحب الهدم الذي يقع عليه الهدم شهيد، ثم يبين صلى الله عليه وسلم في حديث آخر كوكبة من الشهداء جديدة حتى يبين غزّة هذه الأمة ومكانتها فيقول “من قُتل دون ماله فهو شهيد،

ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد” ثم يبين الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم أن للشهيد عند الله ست خصال، يُغفر له عند أول دفعة من دمه، ويرى مكانه في الجنة، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما عليها، ويزوج بإثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أهله، وكما هناك حديث آخر رواه الإمام البخاري “يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه تُكفر عنه خطاياه، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويؤمن من الفزع الأكبر، ومن عذاب القبر، ثم يقول صلى الله عليه وسلم “ويُحلى حُلة الإيمان” والناس لماذا لا يسألون الله الشهادة؟ لأنهم يظنون أنها تُنقص من أعمارهم وتُقرب من آجالهم.

والآجال عند الله معروفة محدودة لا تزيد ولا تنقص، بل أن سؤال الله الشهادة عبادة وأنتم تعلمون بأن العبادة تزيد في العمر وتبارك فيه، فالشهداء ضربوا جحافل الجيوش، وخرجوا بعد ذلك أحياء، وهذا سيف الله المسلول القائد المغوار خالد بن الوليد يقول خضت أكثر من مائة معركة، وما في جسمي موضع شبر إلا وفيه ضربة سيف، أو طعنة رمح وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا قرت أعين الجبناء، ويقول للروم والفرس جئتكم برجال يحبون الموت كما تحبون الحياة، ويقول صلى الله عليه وسلم مطمئن من يقع شهيدا ماذا يحدث له إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة، ثم يقول صلى الله عليه وسلم “ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد.

يتمنى أن يرجع للدنيا فيقتل عشرات المرات لما يرى من فضل الشهادة” وإن فات كثير من المسلمين اليوم مواطن الشهادة فإن إخواننا هناك في القدس والأقصى يقرعون بجماجمهم باب الشهادة عند الله بثباتهم أمام العدو، وإن هناك من إخواننا الكثير من يتمنى أن يموت شهيدا في سبيل الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى