مقال

نقصد بنور الأكوان

جريدة الاضواء

نقصد بنور الأكوان
محمود سعيد برغش
هو ذلك النور الحسي الذي يراه كل الناس، بل يراه كل كائن حي مبصر، فهو نور الشمس في النهار، ونور القمر والنجوم في الليل، والنور الناتج عن إشعال النار بالزيت أو الخشب أو النور الناتج عن الطاقة الكهربائية وهذه الأنواع الأخيرة هي من نور الله في الأكوان ولكن للبشر كسب فيها باعتبار مباشرتهم لأسبابها، قال تعالى : ﴿الَّذِى جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ﴾.
ولقد جعل الله الشمس والقمر والنجوم مصادر للنور الحسي في هذا العالم المشاهد، قال تعالى : ﴿يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ﴾ ، وقد جعل الله النجوم ليهتدي بها الناس في ظلمات البر والبحر، قال تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِى ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾.
وفي شأن الشمس والقمر قال سبحانه : ﴿هُوَ الَّذِى جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ ، وقال تعالى : ﴿وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ ، وقال تعالى : ﴿لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا أَن تُدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ ، وقال سبحانه : ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ ، وقال تعالى : ﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ﴾.
فبظهور الشمس وانتشار ضوئها ينتج النهار، وبغروبها وظهور ضوء القمر والنجوم ينتج الليل، فالليل والنهار من آثار ظهور الشمس والقمر وغيابهما. فالشمس والقمر من نعم الله على العباد، ومن تغير أحوال الشمس والقمر والليل والنهار على مدار اليوم والليلة تتحدد مواقيت الصلوات، قال تعالى : ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ ، وكذلك الصوم، قال تعالى : ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾.
وقد أقسم ربنا سبحانه وتعالى بالشمس والقمر، والنهار والليل في سورة سماها الشمس، فقال تعالى : ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ ، وفي سورة الليل قال تعالى : ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى