مقال

قال موسى لأهله إني آنست نارا

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن قال موسى لأهله إني آنست نارا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 5 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد قال الله تعالى في سورة النمل “إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين” أي فلما جاء موسى إلى الذي ظن أنه نار وهي نور، وقال تعالى في سورة طه “فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى” أي نودي من الشجرة كما في سورة القصص والنمل، وأما إذا سأل أي إنسان عن الكيفية.

وكيف كلم الله تعالي نبيه موسي عليه السلام وهكذا، فإن الواجب علينا الإيمان والتسليم بذلك دون سؤال عن الكيف حيث إن للعقول طاقات محدودة والله جل وعلا يقول “ولا يحيطون به علما” وننصح دائما أنه لا تبحث عن “كيف” هذه لأنها ستحيرك وأقرّها كما سمعت من الآيات وأمرها مرور الموقن أن الله تعالي قد كلم نبيه موسى عليه السلام ولا تقل كيف لأننا لا نعرف الكيفية، والعلم عند الله تعالى، وأن هناك شخص يقول لدي سؤال يشغل بالي، ما أعرفه هو أن جبل الطور أو طور سيناء يوجد في مصر في سيناء، كما يستدل بذلك شجرة العليقة المقدسة الموجودة قرب جبل التجلي، وجبل الطور، والوادي المقدس طوى، وتوافق خط السير، ووجود جبل يبدو أنه دك دكا، ولكن سمعت من أحد المشايخ أن الله تجلى في السعودية.

وكلم سيدنا موسى في السعودية تحديدا في تبوك في حقل، ويزعم بعض الأشخاص أن طور سيناء في السعودية، وليس في مصر، وأشخاص آخرون يقولون إنه في الأردن، وآخرون يقولون إنه في السودان، فأريد أن أعرف إذا ما كان طور سيناء وجبل التجلي والوادي المقدس طوى في مصر كما هو متعارف عليه أم لا؟ ويقول الشيخ السعدي في تفسيرة ” ولما جاء موسي لميقاتنا الذي وقتناه له لإنزال الكتاب وكلمه ربه بما كلمه من وحيه وأمره ونهيه، تشوق إلى رؤية الله، ونزعت نفسه لذلك، حبا لربه ومودة لرؤيته، فقال ربي أرني انظر إليك، قال الله تعالي لن تراني، أي لن تقدر الآن على رؤيتي، فإن الله تبارك وتعالى أنشأ الخلق في هذه الدار على نشأة لا يقدرون بها، ولا يثبتون لرؤية الله عز وجل.

وليس في هذا دليل على أنهم لا يرونه في الجنة، فإنه قد دلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة على أن أهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى ويتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وأنه ينشئهم نشأة كاملة، يقدرون معها على رؤية الله تعالى، ولهذا رتب الله الرؤية في هذه الآية على ثبوت الجبل، فقال مقنعا لموسى في عدم إجابته للرؤية ” ولكن انظر إلي الجبل فإن استقر مكانه” أي إذا تجلى الله له ” فسوف تراني ” وهنا يقول تعالي ” فلما تجلي ربه للجبل ” الأصم الغليظ جعله دكا أي انهال مثل الرمل، انزعاجا من رؤية الله تعالي وعدم ثبوته لها، وخر موسي حين رأى ما رأى صعقا فتبين له حينئذ أنه إذا لم يثبت الجبل لرؤية الله، فموسى أولى أن لا يثبت لذلك، واستغفر ربه لما صدر منه من السؤال، الذي لم يوافق موضعا.

ولذلك ” قال سبحانك ” أي تنزيها لك، وتعظيما عما لا يليق بجلالك “تبت إليك ” من جميع الذنوب، وسوء الأدب معك ” وأنا أول المؤمنين “أي جدد عليه الصلاة والسلام إيمانه، بما كمل الله له مما كان يجهله قبل ذلك، فلما منعه الله من رؤيته بعدما ما كان متشوقا إليها أعطاه خيرا كثيرا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى