مقال

المتكبرين يوم القيامة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المتكبرين يوم القيامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول يا رب إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد، وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب ” إسناده ضعيف، وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله”

وفي رواية إلا ظل عرشه إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ” وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” أتدرون من السابقون إلى ظل الله عز وجل ، يوم القيامة ؟ ” قالوا الله ورسوله أعلم، قال صلي الله عليه وسلم ” الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سئلوه بذلوه وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم ” وهذا كله والناس موقوفون في مقام ضنك ضيق حرج شديد صعب ، إلا على من يسره الله عليه، فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم الحي القيوم.

أن يهون علينا ذلك المقام وأن يجعله علينا يسيرا بردا وسلاما ونعوذ بالله من ضيق يوم القيامة، اللهم اجعل لنا مخرجا من ذلك ونسألك أن توسع علينا في الدنيا والآخرة، اللهم اجعلنا مع الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، آمين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار، حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس، فتعلوهم نار الأنيار، فيسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار” ورواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة ” ولقد أصبح الصدق في هذا الزمان معدنا نادرا، وخلقا غريبا، أهله قلة، وأربابه معدودون.

والجولة في هذا الزمن جولة الكذب وأهله، والزيف وحملته، والباطل ومروجيه، كذب على شتى المستويات، وجميع الطبقات، ويا ليت من يقصر يكون صادقا، ويقول ما كان لي من عذر، فهو أكرم له عند الله عز وجل وأنجى له من اختراع المعاذير، التي يحسن بها صورته أمام الخلق ليحظى برضاهم، وما أجمل الصدق في موقف كعب بن مالك رضي الله عنه حين تخلف مع من تخلفوا عن غزوة تبوك، فإنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الغزوة بعد أن فكر وأعيته الحيل ثم هداه الله عز وجل إلى الصدق والصراحة، وتحمل نتيجة ذلك في جرأة، مهما يكن الأمر فذلك خير له عند الله عز وجل من اختراع المعاذير الكاذبة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لي من عذر.

فلقي جزاءه من تعزير الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسلمين له بهجره خمسين ليلة، ثم أنجاه الله بصدقه وتاب عليه، أما الذين أتوا للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اخترعوا المعاذير الكاذبة فقد هلكوا، وتهددهم الله بالعذاب، فقال الله عز وجل، فى سورة التوبة ” وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى