مقال

كيف يتحقيق الأمن الغذائي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن كيف يتحقيق الأمن الغذائي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 9 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد إن من وسائل التربية الذاتية الجماعية، أن الإنسان الذي يعيش في وسط فردي بحت يعيش في نشاز إنسان شاذ في سلوكه ونشاطه وأخلاقه، ومن جلوسك معه تعلم بأنه إنسان لا يعيش ولا يخالط الآخرين، وكما أن من المفاهيم الخاطئة للتربية الذاتية هو التفريط في الأعمال الهامة بحجة تربية النفس، فبعض الناس يقول أريد أن أتفرغ لكي أربي نفسي وأتعلم وأستزيد من العلم، ثم بعد ذلك يمكنني أن أقوم بالدعوة إلى الله عز وجل وإن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم لا يسمح لنا بهذا التباطؤ والتأخر.

وأهل الشر يبذلون جهودا جبارة في سبيل نشر باطلهم، وإن الشاب الذي تفرغ حينما يتخرج بعد ذلك سيحتاج إلى طريقة للتعامل مع وقته، وإلى تضحية لم يكن اعتاد عليها فيكون من الصعب عليه أن يعمل هذه الأعمال، لا يعرف كيف يتحدث مع الآخرين، لا يعرف المشكلات لم يعرف ولا كيف يواجهها، ولقد علق الله عز وجل البركة في الرزق ورغد العيش وتحقيق الأمن الغذائي بالإيمان والتقوى، وإن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره، ويقول ابن كثير بأنه يخبر تعالى عن تمام عدله، وقسطه في حكمه، بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه.

كصنعه بآل فرعون وأمثالهم حين كذبوا بآياته، أهلكهم بسبب ذنوبهم، وسلبهم تلك النعم التي أسداها إليهم من جنات وعيون، وزروع وكنوز ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، وما ظلمهم الله في ذلك، بل كانوا هم الظالمين، فغيروا ما بأنفسكم قبل أن يعمكم عقاب الله تعالى، فعندما تولي خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقضى على الردّة، وأرسى دعائم الملة، ثم انسابت جيوشه الفاتحة صوب الشام تحقيقا للبشارة، ومات الصديق رضي الله عنه وجيوش الإسلام قاب قوسين أو أدنى من تحقيق البشارة، وخلفه الفاروق عمر بن الخطاب، وجيوش الحق تواصل فتحها حتى بلغت بيت المقدس، فحاصر المسلمون أهلها، ثم تصالحوا بعد الحصار، وقيل بعد القتال على أن يقدم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة.

ليباشر الصلح بنفسه، لما علموا من سيرته وعدله، فكتب أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخبره بشرط أهل إيلياء، فشاور الفاروق عمر أصحابه في الخروج، ثم انشرح صدره إلى القدوم على بيت المقدس، واستخلف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين على المدينة، وسار إلى حيث مدينة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكتب إلى أمراء الأجناد أن يستخلفوا على أعمالهم ويوافوه بالجابية، وفي رواية أخرى أنه وافاهم عند بيت المقدس، فلما بلغ الجابية من أعمال الشام نزل بها، وخطب خطبة بليغة طويلة مشهورة، فاللهم إنا نسألك أن تغفر لأموات المسلمين، يا رب العالمين، وأن تنصر المجاهدين، وتعلي كلمة الدين، وتقمع المشركين والمبتدعين، اللهم إنا نسألك أن تجعل فرجنا وفرج المسلمين قريبا يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى