مقال

وجهه مثل القمر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن وجهه مثل القمر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 10 فبراير 2024

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وألينهم كفا، وأطيبهم ريحا وأكملهم عقلا وأحسنهم عشرة وأعلمهم بالله وأشدهم له خشية وأشجع الناس وأكرم الناس وأحسنهم قضاء، وأسمحهم معاملة وأكثرهم اجتهادا في طاعة ربه، وأصبرهم وأقواهم تحمّلا، وأخشعهم لله قلبا، وأرحمهم بعباد الله تعالى، وأشدهم حياء، ولا ينتقم لنفسه، ولا يغضب لها ولكنه صلى الله عليه وسلم إذا انتهكت حرمات الله، فإنه ينتقم لله تعالى، وإذا غضب لله لم يقم لغضبه أحد.

والقوي والضعيف، والقريب والبعيد، والشريف وغيره عنده في الحق سواء، وما عاب طعامًا قط إن اشتهاه أكله، وإن لم يشتهه تركه، ويأكل من الطعام المباح ما تيسر ولا يتكلف في ذلك، ويقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة، ويخصف نعليه ويرقع ثوبه، ويخدم في مهنة أهله، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، وكان أشد الناس تواضعا، ويجيب الداعي من غني أو فقير، أو دنيء أو شريف، وكان صلى الله عليه وسلم يحب المساكين ويشهد جنائزهم ويعود مرضاهم، ولا يحقر فقيرًا لفقره، ولا يهاب ملكا لملكه وكان يركب الفرس، والبعير، والحمار، والبغلة، ويردف خلفه، ولا يدع أحدا يمشي خلفه، وكان خاتمه فضة وفصه منه، يلبسه في خنصره الأيمن وربما لبسه في الأيسر، وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع.

وقد آتاه الله مفاتيح خزائن الأرض، ولكنه اختار الآخرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق، ولا بالأدم، ولا بالجعد القطط ولا بالسّبط صلى الله عليه وسلم وكان ضخم القدمين حسن الوجه، أبيض مليح الوجه، وكان رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين، عظيم شعر الجُمّة إلى شحمتي أذنيه، وفي وقت إلى منكبيه، وفي وقوت إلى نصف أذنيه، كث اللحية، شثن الكفين والقدمين، ضخم الرأس، ضخم الكراديس، طويل المسربة، إذ مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب، لم يُري قبله ولا بعده مثله، وكان عظيم الفم، طويل شق العين، قليل لحم العقب، منظره أحسن من منظر القمر، وجهه مثل القمر، وخاتم النبوة بين كتفيه، غدّة حمراء مثل بيضة الحمامة، وقيل الخاتم شعرات مجتمعات بين كتفيه.

وكان يفرق رأسه، ويدهن، ويعفي لحيته ولا يأخذ منها شيئا، ويسرّحها، ويأمر بتوفيرها وإيفائها، وإعفائها، وكان يأمر بالاكتحال بالإثمد عند النوم، ويقول صلى الله عليه وسلم “عليكم بالإثمد عند النوم فإنه يجلو البصر وينبت الشعر” وقال صلى الله عليه وسلم “إن خير أكحالكم الإثمد، يجلو البصر، وينبت الشعر” وكان صلى الله عليه وسلم قليل الشّيب في رأسه وفي لحيته إذا ادّهن لم يُري شيبه، وإذا لم يدّهن رُؤي منه شيء، كان شيبه نحوا من عشرين شيبة بيضاء، وكان يقول صلى الله عليه وسلم “شيّبتني هود وأخواتها” وفي لفظ “شيّبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشمس كوّرت” وكان شيبه أحمر مخضوبا وكان يحب لبس القميص، والحبرة، وكان صلى الله عليه وسلم يلبس العمامة،

والإزار، وإزاره إلى نصف ساقه وكان يحب الطيب، ويقول صلى الله عليه وسلم “طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى