خواطر وأشعار

حين يكتب قلمي بوجع قلبي أختنق ..؟ كيف لا أختنق ..!

جريدة الاضواء

حين يكتب قلمي بوجع قلبي أختنق ..؟
كيف لا أختنق ..!

كتب احمد ابو سمك 

وفي أعماق قلب غزة تنبض معاناة شعبٍ يعاني، حيث تتفشى المجاعة القاسية كالسرطان في أرجاء هذه الأرض المشبعة بالألم والصمود. مدينة بأكملها تغرق في بؤسٍ لا يحتمل، وعيون يتلألأ فيها أملاً متوهجاً قد يذيب ثلوج الصبر.

تتخلل قلبي كلماتٌ حزينة، وعقلي يختنق بأوراق اليأس وهمسات تصادف الصمت. كيف يمكن أن يعجز العرب عن تقديم المساعدة لمن عانى الظلم والجوع؟ كيف يمكن أن نبقى صامتين أمام مأساة تلك الأرواح المكلومة؟

بعد صفاء الفجر ودفء أشعة الشمس، يُشعل صياح الجوع القلوب المنكسرة، وتتساقط الدموع كأمطار الخريف على الموتى الأحياء. ليس لديهم سوى رغيف الأمل الجاف الذي يتلاشى بين الأصابع بلا رأفة. أطفالٌ يعانون الجوع ينتشلون حلمهم الأخير من القمامة، ونساءٌ يجوعن في حضن ليلٍ فوق فرشةٍ من الحجارة.

في غزة، تُعتبر المجاعة نَخْبَ الزمان والحاضر، وتعلو صرخات الأطفال على نداءات الجوع، وتتصاعد رائحة الموت فوق التراب القَرْصِي. طفولةٌ مُسلوبة وأحلامٌ عبثية، وحياةٌ ترقص على أوتار الالتماس.

مناديل التعاطف تنظف الدموع بلا جدوى، وكلمات العزاء تتمزق وتتحول إلى شموع مقتولة مُرْمَيَة على شواطئ النسيان. تُقتَل تحت وابل تصفيق العالم الأعمى الذي يتغاضى عن هذا النجم الطويل الذي تقتله الصواريخ القذرة.

فرغم ضباب الألم وغياهب الظلم، إلا أن بذور الأمل لا تزال خافتة في قلوب الناس. فكلماتهم عظيمة يحتاجها قرأ العالم لينتشل قصة هذه الأرواح المنهكة والمبتلة بعذاب الحرمان.

أصواتهم وصرخاتهم ناطقة تندى لها السماء، لننعش الكلمات بالحياة وتعود لغزة بسعادتها المفقودة. لنلتف حول أهل غزة بنهوض قائم وبكلمات الدعم والتضامن، ولنكُن شعاعًا من الأمل بين أكوام الظلام. فقط عندما نتكاتف ونفرغ شغفنا في بناء جسور تتواصل عبرها رسائل الواجب والحب والمساعدة، سنشهد ولو بصقة من البسمة على وجوه من لا تزال شفاههم تتراقص بدموع الأمل.

فلنضبط آذاننا الصامتة لنستمع بجديَّة إلى شتات وألم الروح في غزة، ولنحمل كلماتنا كأوراق خير مغروسة في أرواحهم المنهكة. فالمعاناة في عتمة الليل تبُدَ أمجادَ الشمس عند شروقها “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى