القصة والأدب

جنون امرأة

جريدة الاضواء

. جنون امرأة
قصة وقصيد

في بيت من الريف السوري الجميل حيث المساحة الكبيرة وتعدد الأسر التي تسكنه أخوة وأعمام و أولاد عم

قصة هادي وزهرة بدأت منذ الطفولة
كان هادي وزهرة أقارب أولاد عم
ويكبرها حوالي ٦ سنوات
وقد اعتاد أن يلعب وحده لا أحد يأنسه او ينتبه إليه ولحظه العاثر كان يتسبب ببعض الأذى الغير مقصوداً ويتلقى اللوم والكلام غير اللطيف؟؟؟
زهرة كما هن البنات عادة بلطافتهن فتاة وديعة مدللة الجميع و الكل يسعى لإرضائها والبعض يقدم الحلوة أو الهدايا لها
أما هادي بطبعه المنعزل والخجول كان يغار أو ربما يستحي منها
وخصوصا عندما يتلقى اللوم والتعنيف بوصفه غليظ
أو بنهره ووصفه بالفاشل بمدرسته
فكان يبتعد عن الأخرين قليلاً يبكي وأحياناً يستشيط غضباً يفكر لماذا يحل بي هذا
البريئة زهرة ببساطتها وقلبها الطيب كانت تفرض نفسها عليه تجامله وتتكلم معه حتى ينسى الأسى ويضحك هو
ثم يضحكان طويلاً
مع مرور السنوات كانا قد كبرا
ودخل لقلبيهما الحب والعاطفة الجياشة ولأنهم بنفس المنزل كانوا يتواعدون تحت شجرة كبيرة وظلها يصنع خيمة تحجب الرؤية عن البعيد
تعاهدا على الحب كل العمر وعليه أن يطلبها من أهلها
ولكن الحظ العاثر يتبعه إذ علمت بالأمر أم البنت زوجة عمه وهي لاتحب أمه ولاتحبه فتكلمه سراً دون علم ابنتها زهرة أو أي أحد
ثم تقول قد علمت مابينك وبين زهرة وأنا غير راضية عن ذلك لأنك غير جدير بها
إنسان فاشل ولم تكمل دراستك
بينما زهرة متفوقة وينتظرها مستقبل جيد
إذا كنت تحبها ابتعد عنها وإلا أنا سأتصرف ؟
ماكان من هادي إلا أن ضعف تفكيره ورأى أن زوجة عمه ربما محقة فهو لا يملك شهادة أومال أوعمل
فقرر الإنسحاب
ويقدم لزهرة عذر عن الغياب وعدم اللقاء
إلى أن جاءته فكرة السفر من أجل أن يحسن وضعه /عمل و مال/
ويعود ليتزوج حبيبته
حزم حقيبته وسافر للمجهول
دون أخبار أوسابق إنذار…
ثم انقطعت عنه الأخبار
تخرجت زهرة من الجامعة
وبأمر أهلها تزوجت
ابن خالها العطار
لم تعترض عليه لأن قلبها قد كسر برحيل هادي
وهي لاتعلم الأسباب
وكيف توجب الغياب
وبعد أن عمل في الغربة بعدة مهن استقر بعمل ناجح وراتب جيد عاد إلى بلدته
عودة الظافر ورجل الأعمال الناجح بسيارة فاخرة
سأل عن زهرة وأخبروه ماحدث وأنها قد تزوجت من ابن خالها العطار
استعلم عن مكانها وسعى للقائها وبينما هي تنتظر الحافلة
وقف بسيارته وناداها باسمها يطلب منها الركوب بسيارته دون أن ينزل منها
ولكنها لم تعره اهتمام و صعدت الحافلة إلى مكان عملها وفي اليوم التالي أرسلت له خطاب عتاب على شكل قصيدة
محتواه
———-
ياظالم قلبي وحارقني بجفاك
ألا تذكر الأيام والحب انا وياك

يوم اللي كنا بأرض الديار
عصافير صغار تحكي وأسمعك

وقت ل عيونك تدمع حزن
أنا بيدي كنت أمسح دمعتك

أنير لك من أصابعي شمع
حتى تفرح و أسمع ضحكتك

كنت أتلهف للقائك وتتأخر
وقتها أعد الدقايق وأنطرك

لمَّا تواعدني وتقول مشتاق
ع جنح الليل ألاحق خطوتك

كيف للهجرة قررت ونويت
معقول أنت تقتل حبنا بيدك

أنكرتني ببرود وجفا صديت
صرت بالغدر ترمقني بنظرتك

اليوم جاي تا تنوح وتشتكي
وبالدمع تطلب سموحة لفعلتك

ما أنسى ظلمك والقهر دهر
ولا تغيب عني لحظة قسوتك

الأحسن ترجع مكان ماجيت
سافر خلي حب المال ينفعك

يأناني إنسَ ولاتذكر عنواني
سلمتك لله و لغيره ما شكيتك

بعد قراءة الخطاب أدرك أنه أخطأ حينما ذهب دون إخبارها وأنه لم يحاول أن يدافع عن حبه ولو حتى ان يخبرها بحقيقة الأمر وأنه لم يهجرها بل سافر من أجلها
وأرسل لها خطابه بعيون باكية :

يازهرة حبي و آمالي
عشت أتمناك حلالي

رصدتنا أمك المصون
سمعت من كلامها وبالِ

عانيت سهد الجفون
و أرقني سهر الليالي

عاهدتك حبي لا أخون
هجرتك لأغيّر من حالي

فضلت قلبك الحنون
و.قتلت قلبي لا أبال

شخصت إليك العيون
يطلبون جارية حلال

زوجوك بطيب دهون
و ذهب و حفنة مالِ

أعمت بصيرة القيمين
بفعل غدر من جهالِ

بعدك اعتزلت الكون
أسكن خربوش بعرزالِ …..
———-
ولمّا علمت فعلة والدتها ودورها في سفر حبيبها ذهبت إليها بفورة غضب وعصبية مفرطة
وما أن عاتبتها بعدة كلمات حتى انهارت وأصابها فالج نقلت على أثره للمشفى وصرح الأطباء أن علاجها سيحتاج وقت وربما تبقى مقعدة
ولم يمضِ شهر على مرضها حتى طلقها زوجها وأرسلها إلى ذويها يرفض رعايتها
وهنا الأم أدركت خطأها وأخذت تذرف دموع الندم وأنها كانت السبب بما حل بابنتها
ولكن لا ينفع الندم من سبق وظلم ولن يخفف الألم

ولكن الوقت فات
على كارثة سببها العند والكره وصراع السلفات

د. غانم ع الخوري..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى