مقال

باب التوبة مفتوح

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن باب التوبة مفتوح
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد إن باب التوبة مفتوح فمن تاب تاب الله عليه وقد يختم له بخاتمة حسنة، وفي قصة الثلاثة الذين سدت عليهم الصخرة باب الغار وقال أحدهم إنه كانت لي بنت عم فدعاها إلى الزنا فأبت وفي يوم من الأيام حصلت لها حاجة ماسة إلى المال فأتته تستقرضه فأبى إلا أن تخلي بينه وبينها فرضيت نظرا لحاجتها الشديدة للمال فعندما جلس منها كما يجلس الرجل من أهله قالت له لايحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه.

فتذكر قدرة الله عليه وأن الله سبحانه يراه فقام عنها وأعطاها المال لوجه الله تعالي، فقال اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا ما نحن به فانفرجت الصخرة فخرجوا جميعا” وفي زماننا هذا ذهب شاب إلى إحدى الدول المجاورة للنزهة والتمتع ولم يخطر بباله الزنا نهائيا وفي يوم من الأيام إذا به يقع فيما لم يكن في الحسبان فوقع في الزنا وكانت تلك هي المرة الأولى التي يقع فيها في الزنا، فندم ندما شديدا وحزن حزنا كبيرا وعاهد الله على التوبة وعاد إلى بلده والحزن يملأ قلبه والندم يملأ جوارحه وعاد إلى الله تعالي وبدأ الصلاة واخذ يكثر من النوافل لعل الله تعالي أن يغفر له وفي يوم من الأيام وهو ساجد لله عزوجل أتاه الزائر الذي لاتقف له الأبواب والأقفال أتاه هادم اللذات ومفرق الجماعات أتاه ملك الموت.

وهو على أحسن حال وهو ساجد لله تعالى فانظر كيف ختم الله تعالي له بهذه الخاتمة الحسنة، وقيل أن راهبا يسمى برصيصا كان يعبد الله ستين سنة وأن الشيطان أراد أن يغويه فما استطاع فعمد الشيطان إلى امرأة فأجنها وكان لها أخوة فقال الشيطان لإخوتها عليكم بهذا القس فيداويها فجاءوا بها إليه فداواها وكانت عنده فبينما هو يوما عندها إذ أعجبته فأتاها فحملت فعمد إليها فقتلها فجاء إخوتها فطلبوها فقال الشيطان للراهب أنا من عمل بك هذا لأنك أتعبتني فأطعني أنقذك منهم فاسجد لي سجدة فلما سجد له قال إني برئ منك إني أخاف الله” رواها الإمام بن جرير في تفسيره، وفي واقعنا وفي زماننا هذا كثير من مآسي الزناة والزواني ويحكى أن شابا سافر إلى بلاد الكفر والفجور والفسق والسفور، من أجل الزنا وشرب الخمور.

فسافر هذا الشاب إلى تلك البلاد وفي يوم من الأيام وبينما هو في غرفته ينتظر تلك العاهرة أن تأتيه إذا بها قد تأخرت عن موعدها وعندما أتت ودخلت عليه غرفته شهق شهقة عالية وسجد لها، فكانت هذه السجدة هي السجدة الأولى والأخيرة في حياته لكن لمن كانت هذه السجدة وما سببها وما نتائجها؟ إنه سوء الخاتمة أعاذنا الله من ذلك، وقيل أن عابدا من بني إسرائيل عبد الله في صومعته ستين عاما فأمطرت الأرض فاخضرت فنظر من صومعته ومعه رغيفان من الخبز فقال لو نزلت فأذكر الله فأزداد من الخير فلما نزل لقيته امرأة فأخذ يكلمها وتكلمه حتى وقع وزنا بها فأغمي عليه من شدة ما فعل فنزل الغدير ليستحم ووضع الرغيفان فمر سائل فأعطاه الرغيفان.

ثم مات ذلك العابد فعندما وزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية رجحت الزنية بحسناته فخسر خسرانا مبينا إلا أن الله تغمده برحمته فوضع الرغيفان في ميزانه فرجحت حسناته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى