مقال

حق الطفل وأساس التربية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حق الطفل وأساس التربية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 16 فبراير 2024

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد إن من أهم حقوق الطفل في إسلامنا العظيم هو حقه في التربية، وأساس التربية أن نرعى فيه من أيامه الأولي بذرة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” صلى الله عليه وسلم، التي جعلها الله تبارك وتعالي في فطرة كل مولود فقد جاء في الصحيحين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” كل مولود يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ” فكل مولود يأتي إلى دنيا الناس مسلما موحدا، يأتي محبا لله ولرسوله، وعلى الأبوين رعاية تلك الفطرة، فإنسجام الأبوين داخل الأسرة وتعاملهما بما أمر الله ورسوله في كل شأن من شؤون الحياة هو الطريق التي يسلكها الطفل خلف أبويه، وهذا حقه على والديه، فمن حقه أن يجد المودة والرحمة قائمتين في البيت، ومن حقه أيضا أن يجد توجيهه نحو الخير والصلاح، ومن حقه كذلك أن يرى حمايته من كل شر وافد، أن يكون في حصن الخلق الرفيع لأننا نعيش في زمن كثرت فيه وسائل الإعلام الفاسدة والمفسدة، المخربة للأخلاق بشاشاتها الواردة من كل حدب وصوب، فماذا نفعل لنحمي أبناءنا من هولها؟ فإن الملاذ هو التمسك بهذا الدين.

وهو إشباع الأبناء من الغذاء الروحي، هو أن نحصنهم بدقة تعاملنا بشرع الله أمامهم، بأن يعيشوا الألفة والمحبة الأسرية حتى نقيهم الشرور المحيطة، وهذا حقهم علينا، ومن حقهم علينا أيضا أن ندعو لهم، وأن نبتهل إلى الله في كل حين أن يهديهم سبيله القويم، أن يجمعنا وإياهم على البر والتقوى، وأن يعيدوا مجدنا، أن يبنوا عزة الإسلام والمسلمين، وكل ذلك على الله يسير، فلنستقم على شرع الله، ولنكن جميعا على صراط الله، ولنحمي أسرنا في حصن الله تعالي، نضمن بهجة الحياة الدنيا والفوز والفلاح في حياتنا الأخرى، وكما أن من حفوق الطفل في الإسلام هو العقيقة، وهي ذبح شاة للمولود، للذكر والأنثى سواء، فإن ذبحت للذكرر شاتان، فلا بأس لأن النصوص النبوية واردة بالأمرين، ويكون وقت الذبح نهارا بعد سبعة أيام من مولده.

إن ولد قبل الفجر حسب يوم الولادة في السبعة الأيام، وإن وُلد بعد الفجر، بُدئ بالعد من اليوم الموالي، وفي مندوباتها ثلاثة حقوق تضاف لحقوق الطفل في الإسلام، وهي حلق رأس الطفل ذكرا كان أو أنثى والتصدق بزنة شعره ذهبا أو فضة، وتسميته باسم حسن، ومن حقوق الطفل في ديننا الحنيف هو ملاعبته وملاطفته، وقد أورد الإمام البخاري في صحيحه أنه قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال “من لا يرحم لا يرحم” ولذلك قال العرب لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا، تلك هي بعض حقوق الأطفال في دين الإسلام، وهم أمانة نتحمل جميعا مسؤولية رعايتهم وحسن تربيتهم، والبلوغ بهم إلى سن رشدهم ليكونوا خير خلف لخير سلف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى