ثقافة

الدكروري يكتب عن الأبناء ما بين التعليم والتوعية والثقافة

الدكروري يكتب عن الأبناء ما بين التعليم والتوعية والثقافة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد اعلموا يرحمكم إن أول خطوة في بناء الأمم هي التعليم والتوعية والثقافة للشعوب العربية والإسلامية حتى يرتفع كل فرد منها إلى المستوى الذي يسمح له بأن يصبح مستعدا للتضحية بماله وجهده ووقته وبأغلى ما يملك من أجل تحقيق ذلك، وهذا التعليم وهذه التوعية وهذه الثقافة لا ولن تعطي ثمرتها الطيبة كما ينبغي إلا إذا تعاونت فيها أطراف مختلفة تعاونا حقيقيا لا شكليا مثل الشارع والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والبيت، ولا أظن أن اثنين مؤمنين عاقلين يمكن أن يختلفا في أن دور البيت هو الدور الأهم.

 

والأعظم والأخطر والأكبر فإذا أصلح البيت الطفل سهل على الغير مواصلة الإصلاح، وإذا أفسد البيت الولد صعب على غيره ابتداء الإصلاح، وإصلاح البيت وإفساده المقصودان يتمثل أولا وثانيا وأخيرا في قيام الوالدين بدورهما الكامل في تربية الأولاد أو بتقصيرهما في ذلك أو قيامهما بدور التهديم لا البناء، وقبل كل شيء اعلموا أن ما يقال من أنه كما يكون الأب يكون الابن هو ليس صحيحا مؤكدا ومتفقا عليه بالإجماع، وإلا لما كان ابن نبي الله نوح عليه السلام كافرا مع أن أباه كان نبيا ورسولا، والتاريخ مليء بالشواهد على صحة هذا فما أكثر ما رأينا وسمعنا عن علماء وصالحين لكن أولادهم كفار أو على الأقل فسقة وفجار، والعكس صحيح أي ما أكثر الكفار أو الفساق الذين خرج من صلبهم مؤمنون صالحون أتقياء.

 

وإن الأب أو الأم لا يلام ولا يحاسب بإذن الله على انحراف ابنه أو ابنته إلا إذا قصر في التربية والتعليم والتأديب والنصح والتوجيه أو قصّر في إعطاء القدوة الحسنة لأولاده، أما إذا فعل ما عليه ثم إنحرف إبنه أو إبنته فإن ذمته بريئة عند الله تعالى ولا لوم عليه ولا عتاب ولا توبيخ ولا غير ذلك إن شاء الله، وكما أنه ليس صحيحا بالمرة ما يقال من أن الطفل الصغير صفحة بيضاء تكتب عليها ما تشاء، بل إن الإنسان والطفل إنسان كائن معقد للغاية على خلاف الجمادات والنباتات والحيوانات، فإنه صحيح أن التربية في الصغر أسهل بكثير من التربية في الكبر، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن فترة الصغر “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” لكن هذا شيء والقول بأن الطفل وهو صغير نفعل منه ما نشاء وكيفما نشاء شيء آخر.

 

فيا أيها الآباء والأمهات إن من واجباتكم في مجال تربية الأولاد وحسن رعايتهم هو مراقبة أولادكم ومتابعة نشاطاتهم، وإختيار الرفيق الصالح والكتاب النافع لهم، وحل مشكلاتهم عن طريق الإقناع وبالتي هي أحسن، وهذا يستلزم منكم أن تعدا نفسيكما إعدادا مستمرا، وأن يكون لكما اطلاع واسع على أساليب التربية الصحيحة، وعلما أولادكم القرآن الكريم والسنة الشريفة، وأيضا إختنان الذكور من أولادكما من الصغر فإن الاختتان من سنن الإسلام، ومرا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضرباهم عليها وهم أولاد عشر سنين كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتهاونا في ذلك فتأثمان، فاتقوا الله تعالى واعلموا أنه ينبغي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به في جميع أعماله، وأقواله، وجدّه واجتهاده، وجهاده وزهده وورعه وصدقه وإخلاصه إلا في ما كان خاصّا به، أو ما لا يُقدر على فعله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى