مقال

فاطمة تتوسط عند رسول الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فاطمة تتوسط عند رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إن من حوادث المشكلات الأسرية التي إشترك فيها معظم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترويه أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، فتقول أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي، فأذن لها، فقالت يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا ساكتة، قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم “أي بنية، ألست تحبين ما أحب؟”

فقالت بلى، قال “فأحبي هذه” قالت فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن لها ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة والله لا أكلمه فيها أبدا، قالت عائشة فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أري امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل.

الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حدة كانت فيهـا تسرع منها الفيئة، قالت فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها على الحالة، التي دخلت فاطمة عليها وهو بها، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه، هل يأذن لي فيها؟ قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر، قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها، قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم “إنها ابنة أبي بكر” وفي الحديث فوائد عدة من تعامله صلى الله عليه وسلم.

مع هذه المشكلة بين أزواجه وغيرتهن من السيدة عائشة رضي الله عنها، ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم تعامل بحكمة مع طلب أزواجه، ولم يغضب، أو يهدد، فلم يزد على قوله “أي بنية، ألست تحبين ما أحب؟ فقالت بلى، قال فأحبي هذه” وعندما اتهمته أزواجه بعدم العدل تلقى ذلك بهدوء ورحابة صدر، لعلمه صلى الله عليه وسلم أن مبعث ذلك التصرف منهن هو مجرد الغيرة بينهن، وليس القصد هو اتهامه بالظلم ولما جاءت زينب بنت جحش رضي الله عنها، لم يتحدث، ولكن لما استطالت على السيدة عائشة رضي الله عنها، أذن لعائشة أن تدافع عن نفسها، ولم يتول الأمر، حتى لا يزيد الأمر إشتعالا، ومن ثم يتهم صلى الله عليه وسلم بالميل لإحداهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى