مقال

مالك بن الحويرث مع رسول الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مالك بن الحويرث مع رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين، ثم أما بعد لقد كان رسول الله المصطفي صلى الله عليه وسلم يتلطف في تعليم صحابته ويظهر ما في قلبه من حبه لهم فأخذ بيد معاذ بن جبل وقال صلى الله عليه وسلم له “والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول.

“اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” رواه النسائي، وكما كان لا يعنف ولا يتكبر بل صدره منشرح لكل أحد، وقيل أنه دخل رجل وهو يخطب فقال يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه، قال فأقبل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إليّ، فأتي بكرسي حسبت قوائمه حديدا، قال فقعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتم آخرها” رواه مسلم، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا بالشباب مشفقا عليهم، قال مالك بن الحويرث أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا، فأخبرناه، قال وكان رفيقا رحيما.

قال “ارجعوا إلى أهليكم، فعلموهم وأمروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي” متفق عليه، وكما كان صلى الله عليه وسلم بار بوالدته زار قبرها فبكى وأبكى من حوله، وقال “استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يُؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي” رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار ويحث على حسن جواره وإكرامه، قال لأبي ذر “إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك” رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم رقيق القلب رفيق بمن تحته، خدمه أنس رضي الله عنه عشر سنين، فما قال له أف قط، ولا قال لشيء صنعه لم صنعت؟ ولا ألا صنعت، وكما كان صلى الله عليه وسلم رحيم بالضعفاء والمرضى، أمر من يصلي بهم أن يخفف صلاته من أجلهم، وكما رءوف بالناس شديد الحلم.

فقد بال أعرابي جهلا منه في مسجده، فتناوله الناس، فقال صلى الله عليه وسللهم “دعوه حتى يقضي بوله، وهريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسرين” رواه البخاري، ولقد كان صلى الله عليه وسلم كثير البذل والعطاء، لا يرد سائلا ولا محتاجا، حيث قال حكيم بن حزام رضي الله عنه “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني” متفق عليه، فكان صلى الله عليه وسلم كريم اليد واسع الجود فقد جاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين، ورأى رجل عليه بردة فقال اكسنيها ما أحسنها، فأعطاه إياها” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى