مقال

إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 21 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر شعبان، فقال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله في إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد فالفائدة الأولى هوأنه يكون أخفى وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء، وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته، وكانوا يستحبون لمن صام أن يظهر ما يخفي به صيامه.

فعن ابن مسعود أنه قال إذا أصبحتم صياما فأصبحوا مدهنين، وقال قتادة يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام، وقال أبو التياح أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه، وأما عن الفائدة الثانية فأنه أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون”

وأما عن الفائدة الثالثة فهي أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، وقال العلماء ورفع الأعمال على ثلاث درجات، فالدرجة الأولى وهي رفع يومى ويكون ذلك فى صلاة الصبح وصلاة العصر وذلك لما رواه الإمامان البخارى ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ” وأما عن الدرجة الثانية وهي رفع أسبوعى ويكون فى يوم الخميس وذلك لما رواه الإمام أحمد فى مسنده بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم ” وأما عن الدرجة الثالثة وهو رفع سنوى ويكون ذلك فى شهر شعبان وذلك لما رواه الإمام النسائى عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ” اتقوا الله تعالى واعلموا أنه ينبغي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به في جميع أعماله، وأقواله، وجدّه واجتهاده، وجهاده وزهده وورعه وصدقه وإخلاصه إلا في ما كان خاصّا به.

أو ما لا يُقدر على فعله، لقوله صلى الله عليه وسلم “خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يملّ حتى تملوا” ولقوله صلى الله عليه وسلم “ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى