مقال

مستنقعات العار والفضيحة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مستنقعات العار والفضيحة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 22 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد لقد عجز الغرب الكافر اليوم عن إبعاد المسلمين عن دينهم بقوة السلاح لكنه استولى على العقول ولا سيما عقول الشباب فبثت القنوات وعُملت المخططات وأنشئت الدراسات وكل ذلك للإطاحة بشباب الإسلام ويا للأسف فقد تحقق للكفار ما أرادوا ونالوا من شبابنا ما ناولوا ولكن لم يكن ليتم ذلك إلا بمعاونة وسائل الإعلام المسلمة ومشاركة أولياء جهلة ظلمة تنصلوا عن التربية واهتموا بسفاسف الحياة.

فأصبح لدينا جيل تنكر لدينه وخرج من عقيدته وتبرأ من أهله وعشيرته وتخلى عن عاداته وانخلع من تقاليده فهانحن نرى قطعانا من الناشئة رائحة إلى مدارسها وغادية لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا بل تغيرت أفهامهم وانتكست أوضاعهم فسدت طبائعهم ، وقلدوا أعداءهم، وانظروا إلى الشباب والشابات عبر الشوارع والطرقات وتأملوا تلكم الموضات والقصات سلاسل وقبعات دخان ومخدرات أشكال غريبة وهيئات مريبة شباب تائهون حائرون تنكب للأرصفة وتدمير للمنشآت والأبنية سرعة فائقة أغاني صاخبة وتصرفات طائشة إزهاق لأرواح الأبرياء وإذا حل الليل واحلولك الظلام أتوا البيوت من ظهورها والسيارات من زجاجها والمحلات بعد تكسيرها ويا سبحان الله العظيم.

كأننا لا أمن ولا أمان تصرفات غوغاء، وأعمال هوجاء ونتائج شنعاء فأين المسؤولية والمسؤولين ؟ وأين الأمانة والمؤتمنين ؟ فيقول تعالي ” يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ” وكم من المسؤولين من فرطوا في مسؤوليتهم وأضاعوا أماناتهم وأهملوا أولادهم ومن تحت ولايتهم فيقول تعالي ” إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” فالتفريط في أمانة رعاية الشباب والناشئة، خيانة عظمى ومصيبة كبرى وحتما ستحط رحالها بالأمة وربما كانت أحداث التفجيرات وما سبقها وتبعها من كوراث وانحرافات ومواجع وفاجعات.

ربما كان سببها الإهمال في تربية الشباب، وعدم العناية بالناشئة من الفتيان والفتيات ولقد انزلق الشباب المسلم في براثن الفضائيات والرذيلة وسقطوا في مستنقعات العار والفضيحة ووقعوا في بؤر الإسفاف ومراتع الاستخفاف وما تلكم التجمعات الفاشلة حول المحلات التجارية وعند أركان البيوت والهروب من المدارس والتواجد في الأزقة وأماكن قضاء الحاجة والتعرض للمسلمين وأذيتهم إلا دليل على أن هناك خللا يجب سده وخرقا يجب رقعه فلابد من رأب الصدع وترميم جدار التربية، ألا فاتقوا الله أيها الآباء، فأنتم عند ربكم موقفون وعن ذريتكم مسؤولون فقال تعالى ” وقفوهم إنهم مسؤولون ” وقال تعالى ” ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ” فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وأوصيكم ونفسي بعلم الدين، فعلم الدين هو حياة الإسلام، يجب الاهتمام به تعلما وتعليما للكبار وللصغار، وأوصيكم بأهلكم خيرا، بأولادكم خيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى