مقال

ولا يحض على طعام المسكين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ولا يحض على طعام المسكين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 26 فبراير 2024

الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سرّه وجهره، يسمع أنين المظلوم عند ضعف صبره، ويجود عليه بإعانته ونصره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآيات الباهرة، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما جاد السّحاب بقطره، وطلّ الربيع بزهره، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد
لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة التي ولد فيها ونشأ خرج منها وهو يقول “إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى نفسي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ” فاحتاج في هذا الموقف الصعب وهذا الفراق الأليم إلى شيء من المواساة والصبر.

فأنزل الله تعالى له قرآنا مؤكدا بقسم إن الذي فرض عليك القرآن وأرسلك رسولا وأمرك بتبليغ شرعه سيردك إلى موطنك مكة عزيزا منتصرا وهذا ما حدث بالفعل، وكما قال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم ” فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر” أي طفل صغير حينما يشعر بالخوف من شيء ينادي على أبيه أو أمه لكن اليتيم على من ينادي فأنت إذا أخذت هذا اليتيم ورحمته وتلطفت معه وقلت له كلمة طيبة كل هذا سيكون له مفعول كبير، فرق بين قهر اليتيم الذي لا أب له يؤويه ويكفيه وبين اليتيم الذي يشعر أن كل فرد من أفراد الجتمع أبا له وكل امرأة أما له، وقوله تعالى ” وأما السائل فلا تنهر” كلمة السائل تشمل الذي يسأل عن جهل أومن يسأل من فقر، فإذا سألك سؤالا عن شيء يجهله أو يسأل مساعدة مالية قرض أو صدقة.

فلا تنهر لا ترد ردا غليظا أو تتهمه بأنه كاذب فقال تعالى ” قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم ” فمجرد التلطف مع السائل فيه مغفرة من الله تعالي، ثم الله مطلع على ما في القلوب وهل هو صادق محتاج أم كاذب محتال وكذلك إذا سألك من يجهل أمرا فتدله وترشده إلى شخص متخصص او موقع على الانترنت أو مكان إلي غير ذلك فهذا من المساعدة وكذلك المعلم لا داعي لإتهام السائل بالغباء وقلة الفهم وهذا كله من جبر الخواطر الذي أمرنا به، وكما أن ديننا الإسلامي الحنيف علمنا إذا لم تنفق وتعطي المسكين فحض على إطعامه وعد عدم الحض على إطعام المسكين معصية يعاقب عليها فقال تعالى في شأن أصحاب الشمال “إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين”

ومعنى ذلك أن من كان لا يملك مالا ينفقه صدقة على المسكين فإنه يجب عليه أن يحض من يملك لإطعام المسكين، وأما عن جبر الخواطر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جبر الله تعالي بخاطر نبيه في أمته المحمدية، ومن معرفتنا لحياة المصطفي صلى الله عليه وسلم نعلم يقينا أنه كان حسن الخلق وكان كما قال الله عز وجل “وإنك لعلى خلق عظيم” فكان يتفقد أحوال أصحابه فقد دخل عليه الصلاة والسلام ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال صلي الله عليه وسلم “يا أبا أمامة، مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال صلي الله عليه وسلم أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك، وقضى عنك دينك؟

قلت بلى يا رسول الله؟ قال قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال، قال أبو أمامة ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى