مقال

رحمك الله يا صلاح الدين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رحمك الله يا صلاح الدين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 7 مارس 2024

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن فضائل شهر رمضان وعن إنتصارات المسلمين في شهر رمضان، وكان من إنتصارات شهر رمضان هى معركة حطين، الشهيرة التي إسترد بعدها بيت المقدس عام خمسمائة وثلاثة وثمانون من الهجرة، وكان صلاح الدين الأيوبى يعلم علم اليقين أن النصارى الصليبيين ليسوا من السهولة أبدا، ولذلك سارع إلى إدخال إصلاحات جذرية في الجهاد، وكان يطبق قول الله تعالى ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”

ولذلك هيّأه الله سبحانه وتعالى، لترتيب صفوف المسلمين، وفى تخطيطه لإعداد الأمة للجهاد، لم يكن الرجل يُعد نفسه وأهل بيته فقط، ولا المدن التي كانت حوله فقط، كان يُعد الأمة الإسلامية قاطبة لحرب الصليبيين، وابتدأت المسألة من جوانب الاقتصاد، وإعداد السلاح، والجند والجيوش، والدواوين والأسلحة، والمؤن والذخائر والعتاد، والخطط الحربية، فكانت معركة حطين تمهيدا لدخول صلاح الدين إلى بيت المقدس، وتم بفضل الله نصر الله المبين حيث التقت جيوش المسلمين بجيوش الصليبيين في حطين، فلقد جمع الصليبيون عشرين ألف مقاتل، جمعوهم من كل دويلات الصليبيين واشتبك الجيشان، وانجلت المعركة عن نصر ساحق لصلاح الدين مع تدمير تام لجيش أعدائه، ولم يكن أمام جيش صلاح الدين بعد معركة حطين إلا أن يتقدم نحو القدس.

وقبل أن يتقدم نحوها استسلم له حصن طبرية، وفتح عكا، واستولى على الناصرية، وقيسارية، وحيفا، وصيدا، وبيروت، وبعدها اتجه صلاح الدين إلى القدس، ولكن الصليبيين تحصنوا بداخلها، فاتخذ صلاح الدين جبل الزيتون مركزا لجيوشه، ورمى أسوار المدينة بالحجارة عن طريق المجانيق التي أمامها، ففر المدافعون، وتقدم المسلمون ينقبون الأسوار، فاستسلم الفرنجة، وطلبوا الصلح، فقبل صلاح الدين، واتفق الطرفان على أن يخرج الفرنجة سالمين من المدينة على أن يدفع الرجل عشرة دنانير، والمرأة خمسة، والصبي دينارين، ووفّى المسلمون لهم بهذا الوعد، وكان ضمن من خرجوا البطريرك الأكبر يحمل أموال البِيع وهى الكنائس، وذخائر المساجد التى كان الصليبيون قد غنموها في فتوحاتهم، ويُروى أن مجموعة من النبيلات والأميرات.

قلن لصلاح الدين وهن يغادرن بيت المقدس “أيها السلطان، لقد مننت علينا بالحياة، ولكن كيف نعيش وأزواجنا وأولادنا في أسرك؟ وإذا كنا ندع هذه البلاد إلى الأبد، فمن سيكون معنا من الرجال للحماية والسعي والمعاش؟ أيها السلطان، هب لنا أزواجنا وأولادنا، فإنك إن لم تفعل أسلمتنا للعار والجوع” فتأثر صلاح الدين بذلك، فوهب لهن رجالهن” رحمك الله يا صلاح الدين، فقد كنت مثالا للرحمة والعفو وحسن الخلق، وكنت مثالا حسنا لمبادئ الحضارة الإسلامية وعظمة الإسلام، وإن من علم حقارة الدنيا وسرعة فنائها، لم يأسف على ما فاته منها، ومَن علم حقيقة الآخرة وبقاء نعيمها، حرص على ألا يفوته شيء من فرصها، نسأل الله تعالي أن يجعلنا من أهل التوحيد، وأن يقوّي عزائمنا بالإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من أهل طاعته، وأن يرزقنا السعادة، واتباع سنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى