مقال

كل مخموم القلب صدوق اللسان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن كل مخموم القلب صدوق اللسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 مارس 2024

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، اعلم أخي الحبيب أنه ينبغي عليك أن لا تبدأ أى عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يقبل عملك إلا إن كان خالصا صوابا موافقا للشرع، فتعلم أحكام الصيام وعلمها أهل بيتك، ومعارفك من الآن، وأيضا هذب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فشهر رمضان مدرسة للمتقين، وأيضا بادر بصلة رحمك، واحذر أشد الحذر من قطعها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال مه، قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة.

فقال تعالى ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟، قالت بلى يا رب، قال عز وجل فذلك لك، ثم قال أبو هريرة قول الحق سبحانه وتعالى من سورة محمد ” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم” رواه البخارى، وإذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم؟ فإن هذا ما وضحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ” ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها “رواه البخاري، وهل من نعيم أجمل من سلامة الصدر؟ وهى أن تقضي يومك وليلتك وأنت في راحة بال، بينما غيرك تغلى قلوبهم حنقا على غيرهم، وكذلك احرص أن تكون مخموم القلب من الآن، وادخل رمضان وقد فرغت قلبك للانشغال به، دون سواه، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أى الناس أفضل؟

قال صلى الله عليه وسلم “كل مخموم القلب صدوق اللسان” قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب، قال صلى الله عليه وسلم “هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ” رواه ابن ماجه، وإن كثيرون للأسف هم من يقضون الساعات الطوال في استخدام الإنترنت، ويضيعون فرصا عظيمة في شهر مثل رمضان، فأين هم من الإمام مالك بن أنس الذي كان إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف؟ فابدأ من الآن إن كنت من مدمني النت، بتقليل ساعات جلوسك عليه، واعلم أن شهر رمضان لن ينتظرك، فيجب عليك المبادرة فى قضاء ما عليك من صيام إن كنت أفطرت في رمضان الماضي لعذر شرعى، وإن في رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه.

ولكن لتكن تلاوته سلسة وختمته عليك يسيرة فكان عليك أن تبدأ في شعبان أن تكثف من وقت التلاوة فإن كانت عادتك أن تتلو جزءا يوميا فلتجعلها جزئين أو ثلاثا، بل حاول أن تجعل لك فى كل عشرة أيام منه ختمة بتدبر، والتدبر أولى من الاسراع في الختم، فقال سلمة بن كهيل، كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء، وكان عمرو ابن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته، وتفرغ لقراءة القرآن، وإن رمضان شهر تكثر فيه الصلوات من تراويح وقيام ونوافل فلكى تعتاد على طول الوقوف فيه دون إرهاق أو تعب فلتخصص للقيام وقتا أطول بدءا من شعبان وليكن مثلا ساعة فمضاعفاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى