مما لاشك فيه أن المولي عز وجل خلق العباد للعبادة (وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) ثم أمرنا بعد ذلك بالإخلاص في هذه العبادة تصديقا لقوله تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء …)
فالإخلاص شرط لقبول الأعمال حيث أن من مقاصد الصيام وهدفها تقوية الإيمان وتهذيب النفوس وتقويم السلوك
فالصائم يقوم بهذه العبادة لوجه الله تعالى مستحضرا عظمة الله ومراقبته له وحقيقة الإخلاص أن تعمل عملا لاترجو منه إلا الثواب من الله لا رياءا ولانفاقا ولايحول بينك وبين الله أحدا من خلقه
فما أصدق الإخلاص في العمل وما أصدق حال المخلصين لله وهم يبذلون دمائهم وأموالهم وأنفسهم لتكون تجارة رابحة مع الله
وللصوم أثر عظيم علي تربية للنفس علي فضيلة الإخلاص فأخلصوا أعمالكم وتعهدوها بالإخلاص بقلوبكم حتي تقبل وترفع الدرجات وهي سبيلكم الي جنة الفردوس الاعلى
فما أجمل الصيام حين تجني ثمراته بالإخلاص الذي نعاني منه جميعا في معظم العبادات فهو سر بين العبد وربه لايطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوي فيميله
ويأتي الصيام فينمي فينا حب الإخلاص وطهارتنا من الرياء فحاجة النفس للإخلاص أكثر من حاجتها للشراب والطعام
فكل عمل ترجو جزاؤه الحسن من الله وكل طاعة لابد لهم من إخلاص
فالإخلاص روح أي عبادة فلايجتمع غل مع إخلاص فهي منظومة كاملة يستحضرها الإنسان في جميع فرائضة وعبادته في زمن تحدياته أكبر
فإن العمل وإن كان صغيرا وإذ صاحبه إخلاص فإنه يثمر ويزداد ويستمر وإن كان كثيرا لايصاحبه إخلاص فلايستمر ولايثمر
فما كان لله دام وإتصل وما كان لغير الله زال وإنفصل فإذا كان العبد منا مطالبا بالإخلاص في جميع أعماله فإن المطالبه به في شهر رمضان أشد وأجلي فلا صوم بلا إخلاص
