مقال

خلو المعدة والإقبال علي الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن خلو المعدة والإقبال علي الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 17 مارس 2024

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، ومن فضائله وخصائصه الاعتكاف، وأن الاعتكاف سنة واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه من بعده، وعن الإعتكاف قال أبو داود عن الإمام أحمد لا أعلم عن أحد من العلماء خلافا أن الاعتكاف مسنون، وأما المقصود منه فهو جمع القلب على الله تعالى بالخلوة مع خلو المعدة والإقبال عليه تعالى.

والتنعم بذكره والإعراض عما عداه، وأن شهر رمضان شهر الجود ومدارسة القرآن، وفى تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم فى شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة منها شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، ومنها إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقط غزا، ومنها أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل، ومنها أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، وهذه الخصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام.

فإنه ينهى فيه الصائم عن اللغو والرفث، والصيام والصلاة والصدقة توصل صاحبها إلى الله عز وجل، وقال بعض السلف الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك، وأن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعدة عنها، وخصوصا إن ضم إلى ذلك قيام الليل، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “الصيام جُنة” وفي رواية “جُنة أحدكم من النار كجُنته من القتال” نحن الآن فى شهر رمضان، شهر الله المبارك الذى كان يهنئ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة بمقدمه، ويبارك لهم في مجيئه، كما في الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “هذا رمضان قد جاءكم أو قال صلى الله عليه وسلم.

“أتاكم رمضان شهر مبارك تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه مردة الشياطين، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة” وقوله صلى الله عليه وسلم” أتاكم شهر رمضان، أتاكم رمضان شهر مبارك” فيه دلالة على بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بمقدم هذا الشهر العظيم، فلتهنأوا بشهركم العظيم، وموسمكم المبارك، ولتقبلوا فيه على الله عز وجل بطاعته، والإنابة إليه، وكان أبوالدرداء رضى الله عنه يقول صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى