مقال

الدكروري يكتب عن يسير على من يسره الله

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان ثم أما بعد، لقد سأل الله عز وجل نبية موسي عليه السلام فقال كيف وجدت الموت يا موسى بن عمران؟ فقال نبي الله موسى عليه السلام وجدت الموت كعصفور وضع على مقلاة يقلى على النار، هكذا وجد موسى الكليم الموت، فيقول وجدت الموت كعصفور وضع على مقلاة، لا يستطيع أن يطير فينجو، ولا هو يموت فيستريح، وإن الإيمان بالله عز وجل والعمل الصالح والانكفاف عما حرم الله تعالي كبير وعظيم. 

ولكنه يسير على من يسره الله تعالي عليه، فاحذروا المعاصي كلها وإن أولها هو الشرك ثم البدع والمحدثات ثم الكبائر ثم ما دون ذلك، وجاهدوا أنفسكم على الارتقاء الى رتبة الورع باجتناب المشتبهات فإنكم إذا فعلتم ذلك استبرأتم لدينكم وعرضكم، واستعملوا أموالكم فيما يقربكم من الله عز وجل، فلا تكسبوه الا من حله ولا تمنعوه الحقوق التي عليكم فيه من زكاة مفروضة ونفقة واجبة ثم استكثروا بعد ذلك من الصدقات والتطوعات فإنكم في ظل صدقتكم يوم القيامة، واستعملوا جوارحكم في الأعمال الصالحة وعلى راسها الصلوات الخمس وصوم الفريضة وحج الفريضة واستكثروا من نوافل هذه الطاعات قدر استطاعتكم، واشغلوا ألسنتكم بذكر الله من تسبيح وتهليل وتحميد وتكبير واستغفار، وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلمة طيبة. 

ولقد أمرنا الله عز وجل بطاعته وطاعة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولقد رتب الله عز وجل على الطاعات الفوز العظيم في الآخرة كالفوز بالجنة والنجاة من النار وكما يترتب عليها أيضا النجاة من هول الموقف في ذلك اليوم العصيب، الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، بل إن أثر العمل الصالح لا يتوقف فقط على يوم القيامة، بل إن الأثر والنفع يسبق في الدنيا في شؤون الإنسان كلها، وفي جوانب حياته المختلفة من اجتماعية واقتصادية، وعملية وعلمية ونفسية، إلى غير ذلك من جوانب الحياة، وإن بر الوالدين من الطاعات التي يجني العامل بها ثمارها في الدنيا قبل الآخرة، فمن بر والديه، برّه أبناؤه، ومن عق والديه، عقه أبناؤه مثلا بمثل، والجزاء من جنس العمل والواقع يشهد بذلك. 

وصلة الرحم فيها سعة للرزق، وإطالة للعمر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أحب أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصل رحمه” ولزوم الذكر والمداومة عليه يُطهر اللسان من الفحش وقول الزور، الذي يجر على الإنسان المشكلات الكثيرة التي هو في غنى عنها، ولو تتبع الإنسان مشكلاته مع غيره من الناس، أو مع أهله لوجد أن معظمها بسبب اللسان، ومن يتقي الله فيما أمر به، وترك ما نهاه عنه، يجعل له من همه مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب أي من جهة لا تخطر بباله، وقال أيضا من حيث لا يدري، نسأل الله العلي الأعلى أن يكون من العلم النافع والعمل الصالح، ونسأله سبحانه الثبات على دينه وشريعته، وأن يصرف قلوبنا إلى طاعته، ووالدينا أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى