مقال

أحسنوا أسماءكم وأسماء أبنائكم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أحسنوا أسماءكم وأسماء أبنائكم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 4 إبريل 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد إن من حقوق الأبناء على آبائهم هو إحسان الاسم وهو أن يختار الاسم الشريف، والاسم المطلوب في الإسلام، وفي الحديث الصحيح “أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبد الرحمن” أما الحديث الذي يقول “أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد” فلا يصح، لكن كل اسم فيه لفظ العبودية فهو طيب وحبيب إلى القلوب لأن ابنك يوم أن يتردد في ذهنه هذا الاسم اسم عبد الله، عبد الرحمن، عبد الوهاب، عبد السلام، يتذكر هذه الصلة بينه وبين الله، والله شرف أنبياءه بالعبودية.

فقال لرسوله عليه الصلاة والسلام فقال تعالي في سورة الإسراء ” سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي ” وكما قال تعالي في سورة الفرقان ” تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا” وكما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتسمى بعض الأسماء فقيل أنه جاءه رجل فقال ما اسمك؟ قال غاوي بن ظالم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” بل أنت راشد بن مقسط” فبدل عليه الصلاة والسلام اسم غاوي براشد وظالم بمقسط، تفاؤلا أن يكون راشدا مقسطا،لأن الاسم جزء من شخصية الإنسان، وقد كان النبي يحب الأسماء الجميلة، ويكره القبيحة ويبدلها ففي صحيح مسلم والترمذي وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي غيّر اسم عاصية، وقال “أنت جميلة”

وفي رواية لمسلم أيضا أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية، فسمّاها رسول الله جميلة، وفي صحيح مسلم كذلك عن محمد بن عمرو بن عطاء قال سميت ابنتي بَرّة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة، إن رسول الله صلي الله عليه وسلم، نهي عن هذا الإسم، وسميت بره فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم” فقالو بم نسميها؟ قال ” سموها زينب” فواجب الأب أن يسمي ابنه اسما حسنا، يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الحسن “أحسنوا أسماءكم وأسماء أبنائكم، فإنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم” فإذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادانا بأسمائنا وأسماء آبائنا، نادانا مع الملايين المملينة والألوف المؤلفة من الشعوب والأمم والمجتمعات يا فلان ابن فلان ابن فلان من آل فلان.

قم إلى الله ليحاسبك ولا يظلمك هذا اليوم أفلا يريد المسلم أن يكون اسمه حسنا؟ ولا يكون اسما لا معنى له، اسم مستورد من أسماء الغرب التي لا تدخل في العقول، ولا في اللغة، ولا في الأدب، ولا في المجتمع، أو من الأسماء التي توحي ببعض المجون، أو الظلم، أو الفحش، أو سوء الأدب، فهذه أسماء تقشعر منها الأبدان، وكان يفعلها العرب، وفي سنن أبي داود “أنه عليه الصلاة والسلام قال لرجل قم احلب الناقة، ما اسمك؟ قال صخر، قال اجلس، ثم قال للثاني ما اسمك؟ قال حرب، قال اجلس ثم قال لثالث ما اسمك؟ قال مرة، قال اجلس، قال للرابع ما اسمك؟ قال يعيش قال قم فاحلب الناقة” إنه التفاؤل بالأسماء الطيبة، التي تورث الحب والتفاؤل وحسن الطالع، وكما يجب أن يدرك الوالدين أن النصح لا يضيع، فهو بمثابة البذر الذى يوضع في الأرض.

والله عز وجل يتولى سقيه ورعايته وتنميته، فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال فإما أن يستقيم الأولاد في الحال، وإما أن يفكروا في ذلك وإما أن يقصروا بسببه عن التمادي في الباطل أو أن يعذر الإنسان إلى الله، وأيضا استحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة هذا مما يعين الوالدين على الصبر والتحمل، فإذا صلح الأبناء كانوا قرة عين لهم في الدنيا وسببا لإيصال الأجر لهم بعد موتهم، ولو لم يأت الوالدين من ذلك إلا أن يكفي شرهم ويسلم من تبعتهم، وأيضا استحضار عواقب الإهمال والتفريط في تربية الأبناء والتي منها أن الوالدين لن يسلما من أي أذى يرتكبه الأبناء في الدنيا وسيكونون سببا لتعرضهم للعقاب في الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى