مقال

اعملوا لأنفسكم رحمكم الله

جريدة الاضواء

اعملوا لأنفسكم رحمكم الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 6 إبريل 2024

الحمد لله الذي يمن على من يشاء بالأولاد ويجعلهم فتنة يتبين بها الشاكر الذي يقوم بحقهم ويصونهم عن الفساد والمهمل الذي يضيعهم ويتهاون بمسئوليتهم، فيكونون عليه نقمة وحسرة في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وفي آخر يام هذا الشهر الفضيل الذي أوشك علي الرحيل نقول بأن شهر رمضان هو موسم تضاعف فيه الأجور والحسنات، وإن شهور السنة على رأسها شهر رمضان، والأشهر الحُرم، وشهر الله المحرّم، وشهر شعبان الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله، وفضل الله تعالي بعض الليالي والأيام على بعض، كما فضل ليلة القدر والليالي العشر الأخيرة وأوتارها من رمضان، والعشر الأوائل من ذى الحجة، فله الحمد سبحانه وتعالي، على ما عوّضنا من قصر أعمارنا مواسم تضاعف فيها الأجور.

وتكفر السيئات، وترفع الدرجات، فله الحمد على نعمه المنان الكريم ونحن عباد وظيفتنا طاعته، وظيفتنا عبادته، وظيفتنا التقرب إليه، خُلقنا لأجل عبادته، فينبغي علينا أن نطيع ولا نعصى الله عز وجل، وأن نعبده ونشكره، ولا نكفره، فقد أمرنا بالتواصي بالحق والصبر، وأمرنا بألا نظلم أنفسنا، فقال تعالى فى سورة التوبة ” ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” فإن شهرنا هذا وضيفنا الذي أوشك علي الرحيل، وكما كان هذا الشوق العظيم من قلوب المحبين وأفئدة المؤمنين لهذا الموسم الكبير، إنه شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن، إنه كلام الله، كلام الرب، وإنه الكلام الذي لو نزل على جبل لتدكدك، إنه الكلام الذي تتفطر منه قلوب المؤمنين فتنبت الأعمال الصالحة كما تنبت الأرض من هذا الماء النازل من السماء المبارك.

وكذلك كتاب الله مبارك إذا نزل على القلوب أينعت وأثمرت بإذن الله، فهذه المواسم الفاضلة فإن الذكي من يغتنمها حقا، والشقي من تفوت عليه، ولا يدري أنها حلت ولا أنها ارتحلت، فإن لله في أيام الدهر نفحات، فمن تعرّض لها يوشك أن تصيبه نفحة ولعله لا يشقى بعدها أبدا، فقال عمر بن ذر “اعملوا لأنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غُبن خير الليل والنهار، والمحروم من حُرم خيرهما، وإنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا أنفسكم بذكر الله، فإنما تحيا القلوب بذكر الله” فإن هذه الأيام التي سنقدم عليها، وهذا الشهر الكريم الذي سيحل بنا، إنه فعلا ضيف يحتاج إلى استعداد فإنه موسم كبير يحتاج إلى ملء الأوقات بذكر رب البريات عز وجل،

وإن أول ما نذكره ونحن نودع هذا الشهر كيف يكون مغفرة؟ لأن الله تعالى وعد بالمغفرة لمن يدخل فيه فيصومه إحتسابا وإيمانا، إيمانا بفرضيته، وإحتسابا بالأجر فيه، فيحسن الظن بالله بعدما يعمل العمل الصالح، وأن الله لن يضيعه، وأنه سيقبله منه، فهذا الشهر الكريم الذى فيه الثواب والأجر، الذى فيه الطمع بمغفرة الله سبحانه وعندما يكون الله عز وجل أقرب إلى عباده ينبغي على العباد أن يقتربوا أكثر من الله، فإننا نريد فعلا أن نكون من المتقين، فاللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم عليك بالكفرة، والملحدين الذين يصدون عن دينك ويقاتلون عبادك المؤمنين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم.

اللهم سلط عليهم منْ يسومهم سوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا له يا سميع الدعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى