مقال

الحرص على قبول العمل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحرص على قبول العمل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 6 إبريل 2024

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد لقد كان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يحملون همّ قبول العمل أكثر من همّ القيام بالعمل نفسه، فقال عبد العزيز بن أبي رواد أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوا وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟ لا يغفلون عن رمضان، فإذا فعلوا وانتهوا يقع عليهم الهمّ أيقبل منهم أم لا؟ وقال علي رضي الله تعالى عنه “كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل، ألم تسمعوا لقول الحق عز وجل ” إنما يتقبل الله من المتقين”

وقال مالك بن دينار “الخوف على العمل ألا يتقبل أشد من العمل” وروي عن علي رضي الله تعالى عنه أنه كان ينادى في آخر رمضان فيقول “يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه؟ ومن هذا المحروم فنعزيه؟” وعن ابن مسعود أنه قال “من هذا المقبول منا فنهنيه؟ ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟” وبعد هذه الأيام مَن منا أشغله هذا الهاجس وقد مضى رمضان؟ فمن منا أشغله هاجس هل قبلت أعماله أم لا؟ هل نحن من الفائزين في رمضان أم لا؟ من منا لسانه يلهج بالدعاء أن يقبل الله منه رمضان؟ واعلموا يرحمكم الله إن شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والعمل، وإن النوم والكسل والخمول يتنافى مع فعل وقول النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فلا إيمان بلا عمل، ولا عمل بغير إيمان.

وإذا كان العمل عبادة فلا تعارض بين العمل والعبادة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين العبادة والعمل، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الهجرة ليرد الأمانات إلى أهلها، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقطع اعتكافه من أجل قضاء مصالح الناس وحوائجهم، فلما سئل في ذلك قال “هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم” وإن بعض الناس في ليالي الشهر الكريم شهر رمضان أصناف منهم من إذا جاء في العمل فهو كسول، لا يبالي بالناس ولا يبالي بأحد، وحجته إني امرؤ صائم، وهل الصيام يؤدي بك إلى هذا؟ فكم فُتحت الفتوح في نهار رمضان؟ وكم انتصر المسلمون في شهر رمضان؟ وهذا الصائم نائم في عمله، لا يأتي إلا في منتصف اليوم، إن سئل؟

قال إني امرؤ صائم، عطل اعمال الناس، وساءت نفسه وخبثت، والحجة إني امرؤ صائم فلا اله الا الله، وإذا جاء الليل بعد أن شبع وملأ بطنه، إن جاء يصلي، قال يا إمام أرحنا من هذه الصلاة، ما أطولها، أزعجتنا بها، فقد مللنا هذه الصلاة الطويلة، وقد أزعجتنا ؟ ولكن أتعرف لماذا هي ثقيلة؟ لأن الله عز وجل سماها عنه وعن أمثاله كما جاء في سورة البقرة قوله تعالي ” وإنها لكبيرة” فإن الصلاة ثقيلة عليهم إلا على من يا رب؟ فيقول تعالي ” إلا علي الخاشعين” فهو لم يخشع فيها ولا تلذذ بها، ويقول للإمام لا تطل الصلاة، ثم لم يصلي إلى أين؟ أتظنه يجلس في بيت الله؟ والله يوشك أن تدخل مسجد تصلى فيه الجماعة فلا ترى فيه خاشعا، يوشك أن يخطئ الإمام ولم يدر به أحد.

ويوشك أن تسأل المصلين بعد الصلاة ماذا قرأ الإمام؟ فلا يجيبك أحد، ويوشك أن يأتي هذا اليوم أن يقول الناس بعد الصلاة ماذا قرأت أيها الإمام؟ لم نعقل إلا التكبير والسلام، لم نعقل شيئا آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى