مقال

فكر قبل ان تعصي الله

جريدة الاضواء

فكر قبل ان تعصي الله
محمود سعيد برغش

عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: شهدت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جنازة، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “أيها الناس، إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق، فأقعده فقال: ما تقول في هذا الرجل؟، فإن كان مؤمنا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله فيقول: صدقت، ثم يفتح له باب إلى النار، فيقول: هذا كان منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنت، فهذا منزلك، فيفتح له باب إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه، فيقول له: اسكن، ويفسح له في قبره وإن كان كافرا أو منافقا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟، فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا، فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت، ثم يفتح له باب إلى الجنة، فيقول: هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت به، فإن الله أبدلك به هذا، ويفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين”، فقال بعض القوم: يا رسول الله، ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هبل عند ذلك، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء}
(1) (2)
فكر قبل أن تعصي الله!
أتى رجل إبراهيم بن أدهم- رضي الله عنه- فقال: يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي، فاعرض على ما يكون لها زاجرا ومستنقذا
فقال إبراهيم: إن قبلت خمس خصال، وقدرت عليها لم تضرك المعصية.
قال: هات يا أبا إسحاق.
قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصي الله تعالى، فلا تأكل من رزقة!
قال: فمن أين آكل وكل ما في الأرض رزقه؟
قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه؟!
قال: لا. هات الثانية.
قال: وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده؟
قال: هذه أعظم، فأين أسكن؟
قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصية؟!
قال: لا. هات الثالثة!
قال: وإذا أردت أن تعصيه، وأنت تأكل رزقه، وتسكن بلاده، فانظر موضعا لا يراك فيه فاعصه فيه؟!
قال: يا إبراهيم! ماهذا؟ وهو يطلع على ما في السرائر؟
قال: يا هذا! أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به وما تكتمه؟!
قال: لا. هات الرابعة.
قال: فإذا جاءك الموت ليقبض روحك، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحا ، وأعمل لله صالحا!
قال: لا يقبل مني؟
قال: يا هذا! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟!
قال: هات الخامسة!
قال: إذا جاءك الزبانية يوم القيامة، ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم؟
قال: إنهم لا يدعونني، ولا يقبلون مني.
قال: فكيف ترجو النجاء إذن؟
قال: يا إبراهيم، حسبى، حسبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه.
فكان لتوبته وفيا ، فلزم العبادة، واجتنب المعاصي حتى فارق الدنيا.
أحرص على الموت توهب لك الحياة.
من حافظ عليها (أي الصلاة) كانت له نورا وبرهانا ونجاة من النار.
رحم الله امرءا أعان أخاه بنفسه.
أصلح نفسك يصلح لك الناس…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى