خواطر وأشعار

سفير جهنم

جريدة الاضواء

سفير جهنم
“يوسف بك وهبى”

من أهداف الماسونية العالمية السيطرة على العقول البشرية وواحدة من أهم تلك الأهداف هى السينما والأعلام والسيطرة عليها لتوصيل رسائل معينة

وهنا سوف أتحدث عن حادثة لا يعلمها الكثير بطلها الفنان الكبير “يوسف بك وهبى” وتجسيدة شخصية “سيدنا محمد ” صل الله عليه وسلم فى واحدة من التجارب السينمائية حينها وحتى نعرف تلك الحادثه نعود بالزمن لعام (١٩٢٦م) عندما كان واحد من أعظم ممثلى المسرح والسينما حينها الفنان الكبير “يوسف بك وهبى” يجلس فى المسرح عندما أتى إليه ممثل ومخرج مسرحى تركى وكان يدعى “وداد عرفى” ذلك الممثل من أصول يهودية أتى يومها يقابل “يوسف بك وهبى” عارض عليه عرض لن يتكرر وهام جداً للفنان الكبير.

وهو تجسيد شخصية النبى “محمد” صل الله عليه وسلم فى فيلم سينمائى انتاج واحدة من المؤسسات الألمانية لدعم وصناعة السينما وسوف يتم تصوير الفيلم بالكامل فى فرنسا..

وهنا سوف اتوقف معكم قليلاً للتعريف على تلك الحركات الماسونية فى ذلك الوقت، لقد كانت الحركات الماسونية متواجدة فى معظم الدول العربية والمصرية فى فترة العشرينات وكان لها نشطات معلومة وظاهرة وأخرى مخفية ولها صحف ومنظمات وجمعيات خاصة تدعمها وتصدر بيانات بشكل رسمى تعبر عن تلك الأفكارهم وأهدافهم المعلنه ولكن تم غلق تلك المؤسسات فى مصر بسبب إجتمعاتهم السرية وخوف الملك وقتها من أفكارهم وتهديد أمن مصر.

وكان يتم إستقطاب الفنانين والكتاب والسياسين بشكل خاص ليزرعوا أفكارهم الهدامة فى عقولهم والسيطرة على عقول البشر وما انسب من الفنانين لإيصال ذلك الفكر.

نعود لنكمل حكاية سفير جهنم مع ذلك التجسيد..

وكما ذكرت عرض ذلك الفنان التركى “وداد عرفى” ذلك العرض وقام بإبلاغ “يوسف بك وهبى” أنه توجد مؤسسة المانية متخصصة فى الإنتاج السينمائى وانها تريد أنتاج أكبر عمل سينمائى تجسد فيه “سيدنا محمد” صل الله عليه وسلم وانه قد وقع الأختيار عليه لتجسيدة أمام العالم لأنه أقوى وأكبر ممثل مسرحى فى ذلك الوقت وأن تلك المؤسسة أخذت موافقة الحكومة التركية لأن ذلك الفليم أنتاج مشترك بين تركيا والمانيا وسوف يتم تصويرة بالكامل فى فرنسا كما اخبره أن “مصطفى كمال اتاتورك” بنفسة وافق على أنتاج ذلك الفيلم ومتشوق إليه وأن لجنة كبار العلماء فى أسطنبول قد وافقت عليه أيضاً.

ليفرح عندها الفنان بذلك العرض وبالفعل بعدها بيومين كان اللقاء فى السفارة الألمانية فى القاهرة للإتفاق على الفيلم والتعاقد ليحصل يومها “يوسف بك وهبى” على عشر الأف جنية مصرى دفعة مقدمة للفيلم وكان ذلك المبلغ فى ذلك الوقت (١٩٢٦م) ثروة ورقم خيالى جداً جداً.

ليتسرب عندها الخبر إلى الصحافة المصرية لينشر تحت عنوان “الكارثه” وأن الفنان الكبير “يوسف بك وهبى” قد بدأ فى التحضير لذلك التجسبد ليهبط ذلك الخبر الكارثه على المجتمع المصرى لتبدأ عندها أجهزة كثيرة فى الدولة بتحرك وأولها كان “الأزهر الشريف” الذى أرسل رسالة إلى وزارة الداخلية يطالب بمنع “يوسف بك وهبى” من السفر ومنعه أيضاً من تجسيد “سيدنا محمد” صل الله عليه وسلم فى ذلك الفيلم وأن لأبد التحقيق معه.

و أيضاً قام الملك “فؤاد” ببعث رسالة شديدة اللهجة إلى “يوسف بك وهبى” بتهديدة بسحب الجنسية المصرية وتجريدة من كل شيء

لتستدعى عندها وزارة الداخلية علىالفور “يوسف بك وهبى” للتحقيق معه وبعد الإنتهاء من التحقيقات أرسلت الوزارة خطاب إلى “الأزهر الشريف “تبلغها أن الفنان قد قام بالأعتذار عن ذلك العمل وأنه سوف يصدر بيان فى الجريدة الرسمية عن ذلك..

لينشر عندها أعتذار الفنان ثانى يوم فى الجريدة الرسمية عن تمثيل الفيلم أحتراماً للمجتمع المصرى وأحترامه” للأزهر الشريف “وأنه كان يريد تجسيد النبى للدفاع عنه وعن الدين الإسلامى وتصحيح المفاهيم الخاطئة فى المجتمع الغربى عن الدين الإسلامى ليرد عليه” الأزهر الشريف ” أن الدين الإسلامى فى غنا تماما عن الفنان للدفاع عنه..

وتم إبلاغ الحكومة الفرنسية بشكل رسمى من “الأزهر الشريف” بضرورة وقف أنتاج ذلك العمل تماماً ليغلق بعدها بالفعل ذلك الملف وقتها..

والأن اتسأل معكم هل بالفعل توقفت تلك الأفكار وأهداف الماسونية أم أنها نجحت بالفعل على التأثير على عقول شبابنا والسيطرة عليها؟
تحياتي
د. هدى عبده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى